تطرقت الكاتبة و الأستاذة الجامعية ألفة يوسف اليوم الثلاثاء 5 أفريل 2022 الى قضايا الطلاق التي تسجل ارتفاعا الى حد اثارة الجدل و استنكار لدى المجتمع بكل فئات. في ما يلي رأيها نشرته على صفحات التواصل الإجتماعي:
“أقرأ كثيرا هنا وهناك، وبأصوات ملتاعة، استنكارا لكثرة حوادث الطلاق في تونس.
أولا، حوادث الطلاق تزداد في العالم كلّه لأسباب كثيرة.
ثانيا، الطلاق ليس سلبيا في ذاته، ولا إيجابيا في ذاته…بالضبط مثلما أن الزواج ليس سلبيا ولا إيجابيا في ذاته…الإيجابيّ هو أن يكون الإنسان سعيدا…وهذا ما ينساه المجتمع المريض…
أيهما أفضل؟ الطلاق أم حياة زوجية ملؤها عنف وصراع ومشاكل؟
سابقا كانت النساء (لأنهن الحلقة الأضعف) يرضين بالمهانة، وما زال كثير منهنّ يرضى…ولكن البعض يريد أن يحيا مرتاحا، لا أن يبدو مرتاحا…
ومع ذلك، فأغلب الأزواج في تونس ممن يعيشون معا لسنوات طوال، يعيشون معا عادة أو كسلا أو خوفا من المجتمع أو خوفا من فقدان امتيازات مادّية…وهذا عاديّ، فمنظومة الزّواج في ذاتها غريبة لأنّها في الأصل عقد قابل للمراجعة بتطوّر الحياة والشّريكين وقدرتهما على إيجاد حدّ أدنى من التّفاهم…أما من المنظور الاجتماعيّ فهي عقد غير قابل للمراجعة إلى الأبد…أليس “فرحة العمر؟”، ومن يراجعه أو تراجعه فيه(ا) عيب…
بعبارة أخرى، من استطاع أن ينجح في زواجه(ا) (بمعنى أن لا يجلب له(ا) الزّوج(ة) على الأقلّ التعاسة، أو أن يجلب له(ا) في أقصى الأحوال الرّاحة)، فليبق متزوّجا…ومن كان يعاني (تعاني) ويقاسي (تقاسي)، فالرّحيل أفضل…
قالها الله تعالى: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..
والطلاق الناجح مثل الزواج الناجح لا يزعج الأبناء والبنات…
وحده الزّواج التّعيس أو الطّلاق التّعيس يدمّر الأبناء والبنات…”.
شارك رأيك