تونس تستطيع أن تكون بخير رغم صعوبة الوضع الاقتصادي و المالي و الاجتماعي الحالي جراء الغلاء الفاحش للمعيشة و الفقر و الهشاشة التي حطّمت كل الأرقام. لكنها بحاجة إلى قليل من العقل و الحكمة و رجاحة الفكر وهي كلها مفقودة لدى السلطة القائمة اليوم.
بقلم فوزي بن عبد الرحمان
بين إفلاس السلطة القائمة و فشل حكومته في مجابهة الوضع الاقتصادي و المالي و الاجتماعي جراء الغلاء الفاحش للمعيشة و الفقر و الهشاشة التي حطّمت كل الأرقام مع سياسة الهروب إلى الأمام و عدم الإعتراف بفشل ما سُمي استشارة شعبية و تردّي الأوضاع في كل المرافق تقريبا و بين عدم قدرة القوى الحية في البلاد على بلورة مشروع وطني جامع يمثل قوة اقتراح بدائل للسياسات الفاشلة و القدرة على إقناع الأغلبية أن الصّراع على السلطة الدائر منذ الثورة لم يتحول إلى صراع حكم و صراع برامح حكَم و ما يؤذن بالخراب الذي بدأنا نتلمس في نتائجه.
العقلانية و الحكمة مفقودتان في بلادنا. و كثيرون لا يرون أن الديمقراطية هي السبيل الأوحد للحفاظ على السلم الإجتماعية (و الديمقراطية لا تخلو من نقائص إذا لم تكن مسنودة بمؤسسات قوية و لكنها أفضل ما توصل إليه العقل البشري).
مع اعتقادي أن رئيس السلطة القائمة هو معول للهدم أكثر منه للبناء و مع ذلك فإني أعتقد أن غياب خيار سياسي و شعبي بديل هو الخطر الجاثم على حاضرنا و مستقبلنا اليوم.
نحن نحتاج إلى استفاقة عقل و واقعية و قرب من هواجس الموطنين و نحتاح خاصة إلى تواضع كبير قبل أن يجرنا العمى السائد إلى ما لا تحمد عقباه.
تونس تستطيع أن تكون بخير. و لو إننا لا نرى ذلك اليوم.
وزير سابق للتكوين و التشغيل.
شارك رأيك