بعد يوم من ذكرى اغتيال أبو جهاد عن منظمة التحرير الفلسطينية بتونس (يوم 16 افريل 1988)، اغتيال اعترفت به إسرائيل في نوفمبر 2012 و نشرت حتى التفاصيل، نشر حزب العمال ما يلي مذيلا بامضاء الجيلاني الهمامي:
“بلا مزايدات
16 أفريل ذكرى سوداء في تاريخ تونس. ذكرى اغتيال أبو جهاد على يد فرقة صهيونية تسللت إلى أراضينا واقترفت جرمها البغيض. في اليوم ذاته 16 أفريل من هذه السنة غليان كبير في فلسطين المحتلة كلها وبالخصوص في القدس ومواجهات جيش الاحتلال والشباب الفلسطيني البطل. هذه التطورات كانت تشكل في ما مضى من السنوات حافزا لانفجار احتجاجات في كل أرجاء الوطن العربي لكنها وللأسف تمر اليوم كأنّ شيء لم يقع. لا بل الأكثر من ذلك يتمدد نشاط الكيان الصهيوني جهرا وعلانية وبشكل رسمي في أكثر من بلد عربي في إطار اتفاقيات تطبيع بغيضة. أحد الحاخامات الصهاينة يتحدث للإعلام عن مشروع الحي اليهودي في الإمارات.
هذا مثال من أمثلة عدة عما يجري هنا وهناك في الوقت الذي يقاسي الشعب الفلسطيني الشقيق كل صنوف الإهانة والتعذيب والتشفي والقهر.
مقابل ذلك تراجعت حركة المناداة بتجريم التطبيع. وفي تونس بات ذلك الحلم الذي خلناه في السنوات القليلة الماضية قريب المنال صعبا. ويذكر الجميع كيف تجنّد نواب الائتلاف الحاكم من النهضة والنداء لمنع مرور مشروع قانون لتجريم التطبيع قدمته كتلة الجبهة الشعبية في البرلمان آنذاك (موفى سنة 2015). قيس سعيد الذي صعد إلى سدة الرئاسة بفضل شعار “التطبيع خيانة وطنية” انقلب على هذا الشعار وتبين أنه كان مجرد spot دعائي في خطة تسويق سياسي انتخابي marketing لحصد الأصوات. ومن مازال يراهن على إمكانية أن يجسم سعيد شعاره ذاك في مرسوم فهو واهم. سعيد أضعف من أن يتحدى دوائر الطغمة المالية العالمية الواقعة تحت كلكل الحركة الصهيونية العالمية ويصدر مرسوما في تجريم التطبيع. فلو كان وطنيا حقا وشجاعا حقا لأصدر هذا المرسوم وهو اليوم يجمع كل السلطات بين يديه.
إنّ دم أبو جهاد الذي روى هضبة سيدي بوسعيد على مقربة من قصر قرطاج حيث يسكن الرئيس سعيد (وليس في المنيهلة) ينادي بأعلى صوته: التنكر لواجب تجريم التطبيع سيظل لعنة تلاحقكم إلى الابد.
جيلاني الهمامي”.
شارك رأيك