
في عصر التكتلات العالمية، لا زالت دول شمال أفريقيا على وجه الخصوص تعاني من التشتت و أحيانا من الصراعات و الخصومات فيما بينها. لكن دولتين مغاربيتين متجاورتين مثل تونس و الجزائر تجمع بينهما علاقات تاريخية، حاضرة و مستقبلية بكل تأكيد بإمكانهما الذهاب أبعد على طريق الاندماج الذي يضمن مصالح شعبيهما.
بقلم مرتجى محجوب

في انتظار أن يستتب الوضع الأمني و السياسي في ليبيا و عودة العلاقات العادية بين الجزائر و المغرب والتحاق موريتانيا بالركب، يمكن أن تشكل تونس و الجزائر بداية التوجه نحو الاندماج التدريجي خاصة على المستوى الاقتصادي بإلغاء سائر المعاليم الديوانية البينية و تحرير المعاملات التجارية و تحقيق التكامل الاقتصادي و الاندماج المجتمعي أكثر فأكثر بين شعبين متماهيين لحد كبير في العادات و العقليات و التقاليد الثقافية.
كل الظروف و المعطيات الداخلية و الخارجية تشجع على المضي قدما نحو اندماج و تكامل عملي وواقعي بين شقيقين يسندان بعضهما أمنيا، استراتيجيا، اقتصاديا، ثقافيا و في كل المجالات و القطاعات. لكن ما ينقص اليوم هو الإرادة السياسية المشتركة القوية و الإيمان الصادق (و بعيدا عن الحسابات الضيقة) أن مصلحة الشعبين تكمن في التقارب و التشارك و الاندماع التدريجي.
و ليس ذلك بعزيز و لا عسير على رئيسين وطنيين منتخبين شرعيين يتميزان بالصدق و النزاهة من طينة قيس سعيد و عبد المجيد تبون.
شارك رأيك