أكتب هذه الفقرة لمدح الثّقافة الجديدة، وحرّّية الثّقافة بتونس. فرغم كلّ المصاعب السياسيّة والاقتصاديّة. أعتقد انّ الثّقافة التي يتمّ إبداعها بعد 2011 خاصّة، حرّة وطلائعيّة، ومتقدّمة على الميادين الأخرى، وستقدّم بها.
أمثلة :
-سهرة يوم الجمعة مع جمعيّة نشاز، حول اليسار الجديد والتّأثّر بتجربة الشّيلي. استعمت فيها إلى مقاربات جديدة فعليا، وإلى شباب يخوض تجارب نقابيّة وسياسيّة من نوع جديد. الجيل الخطأ، شباب أريانة، مانيش مسامح، الجيل الجديد… كلّها علامات.
متى تتغيّر منظومة الأمن ومنظومة الحكم حتّى نطوي صفحة “تعلّم عوم” وصفحة التّسييج السياسيّ والإداريّ والاقتصاديّ ؟
- امتلأ المسرح البلديّ بالأمس بجمهور الموسيقى الكلاسيكيّة، وكان عرض أوركسترا قرطاج السّمفونيّ بقيادة المايسترو حافظ مقني جميلا وراقيا.
-مسلسلات نختلف حولها لكن لا أحد منها تمّ إيقافه. ولا توجد هيئة دينيّة تنتصب مدّعية امتلاك الحقيقة ومكفّرة ومضادات. نعمة كبيرة.
-كان يا ماكانش : حرّيّة وفكاهة وجرأة. تجمع بين كلّ المقولات الجماليّة التي يعبّر عنها بـالعجائبيّ و le burlesque و le caranvalesque على نحو فريد ووقح… اللاانسجام والفوضى من ملامح الفنّ الجديد.
-تصدر بصفة تكاد تكون يوميّة كتب ودرسات جديدة وجريئة ومبدعة.
لا ياسادة ويا سيّدات، ليس كلّ شباب تونس يريد أن “يحرق” أو أن يغادرها إلى البلدان الغنيّة. ليس كلّ شبابها يائسا. فيها من يبدع وينشط ويناضل.
تونس ليست غنيّة مادّيّا، لكنّها غنيّة بثقافتها وحرّيّتها، وبما كان وسيكون فيها.
شارك رأيك