يقتضي تغيير العقليات و الارتقاء بالوعي المجتمعي حيزا ليس بالقصير من الوقت و عملا على المناهج التعليمية و التربوية و الثقافية لكن بالتوازي فإن العدل و المساواة و الشفافية و احترام حقوق الناس و تفعيل و تطبيق القوانين بكل جرأة و بلا أدنى تردد لكفيل بوضع الوطن على المسار الصحيح.
بقلم مرتجى محجوب
تونس بلد حباه الله بموقع جغرافي استراتيجي و بطبيعة بحرية، برية و صحراوية ثرية و خلابة، علاوة على المناخ المتوسطي المعتدل و الدافئ، شعب تونس الذي لا يفوق ال12 مليون نسمة متعلم و معتدل في غالبه و منفتح على اللغات و الحضارات و الثقافات الاجنبية، كما تحتكم تونس على الحد الأدنى من البنية التحتية و الموانئ و المطارات و شبكات الاتصال ما يجعلها مؤهلة لاستقطاب المشاريع و الاستثمارات، و غير ذلك كثير من إيجابيات تونس و ميزاتها التفاضلية…
رغم هذا كله فلم نشهد لحد الآن الإقلاع التاريخي المنشود بل على العكس فقد تدحرجنا في كل القطاعات لدرجة مخيفة و مهددة لاستقرار الوطن و سيادته.
مهمة حضارية تأسيسية تتطلب قيادة من طراز خاص
الأسباب معلومة للجميع و على رأسها الفساد الكبير و الصغير على حد السواء، عمالة البعض و تذيلهم لأطراف خارجية، عدم الاستقرار الديموقراطي نتيجة تواجد تجار الدين و موظفيه في العمل السياسي، تقلص الحس الوطني و خدمة الصالح العام كل من موقعه و إن كان في أسفل هرم السلطة أو المهنة، الانحدار الأخلاقي (و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)، الإدارة البيروقراطية المريضة و الكابحة لشتى أنواع الاستثمارات الداخلية و الخارجية…
الإصلاح هو قطعا من فوق و لكنه يتطلب انخراطا كاملا من المجتمع و قواه الحية من أجل الرقي و الارتقاء، كما يستدعي الأمر خروج المواطن عن سلبيته تجاه عديد المظاهر و الممارسات المخلة و المتضاربة مع أعرافنا و عاداتنا و تقاليدنا المتجذرة و الأصيلة.
هي اذا مهمة حضارية تأسيسية تتطلب قيادة من طراز خاص و استثنائي تحفز شعبا أصبح يلهث وراء فتات من القوت لم يعد قادرا عليه.
منع استعمال أو توظيف الدين من طرف أي حزب سياسي
منظومة ديموقراطية حقيقية بعيدة عن شتى أنواع الانقسامات و الفتن الداخلية و الخارجية و في تعايش سلس مع إسلام سمح معتدل و جامع يمثل غالبية شعبية ساحقة يمنع منعا باتا استخدامه أو توظيفه من طرف أي حزب سياسي.
نعم يقتضي تغيير العقليات و الارتقاء بالوعي المجتمعي حيزا ليس بالقصير من الوقت و عملا على المناهج التعليمية و التربوية و الثقافية لكن بالتوازي فإن العدل و المساواة و الشفافية و احترام حقوق الناس و تفعيل و تطبيق القوانين بكل جرأة و بلا أدنى تردد لكفيل بوضع الوطن على المسار الصحيح تماما مثل ما أعلن و بدأ يجسد سيادة الرئيس قيس سعيد الذي له منا كل الدعم و التاييد.
شارك رأيك