في التدوينة التالية شاعر قفصة يرثي هديل المرزوقي ابنة شهيد الوطن و شهيد الحرس الوطني محمد المرزوقي التي توفيت أمس الإثنين 18 أفريل 2022 وهي في المدرسة بسبب سكتة قلبية و ذلك بعد تسع سنوات من وفاة أبيها على يد مجموعة إرهابية.
بقلم الأزهر الضاوي
هديل المرزوقي، ابنة الوكيل أول بالحرس الوطني محمد المرزوقي، شهيد الوطن في عملية بنعون (سيدي بوزيد) الارهابية في أكتوبر 2013 والتي راح ضحيتها عدد من شهداء الحرس الوطني من مجموعة سقراط الشارني، لم يتسن لها أن تعرف أباها أنذاك. فلربما كان عمرها لا يزيد عن شهر أو شهرين لا أكثر.
نشأت هديل وترعرعت في اليتم، وحين سألت عن والدها ربما قالوا لها إنه “مسافر”، وربما صارحوها بالحقيقة وقالوا لها انه “شهيد والشهداء في الجنة” وأنه “وهب روحه فداء للوطن”، فطلبوا منها أن تنشد “حماة الحمى” حتى بحت حنجرتها الصغيرة.
ولربما طُلِب منها في أكثر من مرة رفع العلم في ساحة *مدرسة الجمهورية* بسيدي بوزيد أين كانت تدرس…
وربما حلمت بعودته من سفره الأبدي في عديد الليالي… فلما دب إليها اليأس من عودته حولت أنظارها نحو “دولتها الكسيحة” عساها تعاقب القتلة الذين أراقوا دم أبيها، لكن دون جدوى … ولما حل عامها التاسع وباشرت الدراسة في السنة الثالثة ابتدائي هاج حنينها وشوقها أكثر فأكثر إلى والدها الذي كانت صورته تطالعها كل يوم صباح مساء فلم تعد تحتمل فراقه.
اليوم في المدرسة وداخل القسم خفق قلبها الصغير بقوة على غير العادة.. .خفق… وخفق… وخفق قبل أن يتوقف… هرعت الحماية المدنية… صار الكل يناديها: “هديل… هديل… هديل…” لكن هديل لم تعد تجيب أحدا… لأن قلبها الصغير نقلها إلى عالم آخر كانت تهرول فيه بسرعة نحو أبيها الفاتح ذراعيه إليها ليحتضنها بكل حنان الأب الذي حرم من فلذة كبده على مدى تسع سنوات كاملة… هو عمرها !
الأطباء قالوا “سكتة قلبية”… لكن هديل ابنة الوكيل والوكيل أب هديل قالا بصوت واحد بلى… بلى… إنها مجرد “لمة عائلية”…
فرحم الله هديل وأب هديل.
شارك رأيك