اثار اعلان وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشّائبي السماح بآداء صلاة التهجد في المساجد (خلال العشر الايام الاخيرة من شهر رمضان) العديد من الجدل خاصة من الطرف النقابي ممثلا في الجامعة العامة للشؤون الدينية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل.
النقابة دعت في بيان صادر عنها الوزارة إلى تقديم توضيحات بخصوص المسائل التنظيمية والمهنية المتعلقة بفتح المساجد لآداء الصلاة المذكورة، وهو ما أثار حفيظة الوزير الذي ردّ في الصفحة الرسمية للوزارة على موقع “فايس بوك” على بيان النقابة وكتب “أقول للنقابيين الذين يريدون ثمنا على صلاة التهجد: اخلدوا للنوم تونس برجالها”..تدوينة راى فيها العديد انحدار في المستوى الخطابي للوزير وللوزارة.
وتوالت ردود الافعال النقابية خاصة وان رد الوزير واستعماله كلمات من قبيل “تونس برجالها” حمل الكثير من الاستفزاز “الذكوري” للنقابيين وحول هذا الموضوع، أوضح عضو الجامعة العامة للشؤون الدينية المكلف بالنظام الداخلي بو بكر بوكري في تصريح لجريدة “الشعب نيوز” اليوم الاربعاء ، انهم (في النقابة) ليسو ضد التهجد كعبادة، قائلا “الامام مالك يكرّه صلاتها في المساجد باعتبار انه يجب ان تصلى في المنازل لتكون سرا لا يعلمه أحدا، إضافة الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم وحسب ما ورد في حديث عن عائشةَ – رضي اللهُ عنها – أنها قالت:كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل العَشْرُ أحْيَا اللَّيلَ، وأيْقظَ أهلَه، وجَدَّ، وشَدَّ المئزَرَ وبالتالي فان التهجد يكون في المنزل”، مضيفا “لكن وزير الشؤون الدينية أراد من خلال تداوله لبيان الجامعة وكتابة تلك التدوينة تأليب الراي العام على النقابيين”.
وتساءل بوكري كيف لوزير ان يفكر بهذه الطريقة وان يسمح بتدوين مثل تلك الكلمات؟ملاحظا ان قول الوزير او من كتب التدوينة.. “تعكس العقلية الذكورية التي يحملونها، لا سيما وان وزارة الشؤون الدينية فيها إطارات نسائية وهناك أيضا نساء قائمات بشؤون بيوت الله”.
وتابع ان في دعوة الوزير الى إقامة صلاة التهجد في المساجد والجوامع، تحميل الإطارات لمسؤولية قد لا يقدرون عليها، باعتبار انه من الضروري ان يظل الاطار في المسجد من صلاة الظهر الى صلاة الصبح في اليوم الموالي وهو ما لا يمكن تحمله.
واكد عضو الجامعة بو بكر البوكري انه وقبل الحديث عن الأمور المادية، وجب التطرق الى المسالة القانونية، فمن يتحمل مسؤولية البقاء في المسجد لاكثر من عشرين ساعة؟، مشددا على ان الوزير يرمي من خلال ما تم تداوله على صفحة الوزارة، الى شيطنة الجامعة وتاليب الراي العام عليهم من خلال الايهام بانهم ضد التهجد”.
واوضح انهم وعلى عكس ما يحاول الوزير اظهاره، فهم مع التهجد ومع قيام الليل لكن على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس على راي هذا الوزير، مفيدا بانهم طالبوا الوزير بتوضيح من يضمن للاطارات المسجدية حقهم القانوني، ليس اكثر”.
وذكر المتحدث ان وزير الشؤون الدينية متحامل بطبعه على الجامعة العامة للشؤون الدينية وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل ككل، وكلما أصدرت النقابة بيانا او دعت الى امر ما الا ويأتي بعكسه ، مبينا بالقول “ومن بين السلوكيات التي تثبت بالكاشف عداء الوزير للنقابيين، هو ان الجامعة أصدرت بيانها يوم الخميس الفارط ممضى من قبل عضو المكتب التنفيذي للجامعة بو بكر بوكري باعتباره مكلفا بالنظام الداخلي وبالنظر الى غياب الكاتب العام عبد السلام العطوي، فقام الوزير من الغد بانهاء تكليفه وقتيا وارفاقه باستجواب على خلفية ان له غيابات متكررة مما أدى الى عدم سير النشاط العادي للجامعة”.
وأوضح عضو الجامعة العامة للشؤون الدينية انه سيجيب على هذا الاستجواب، مضيفا ان القطاع اليوم يعيش تململا كبيرا، وانه يتم حاليا عقد اجتماعات عامة في الجهات في انتظار عقد هيئتهم الإدارية اثر عيد الفطر لاتخاذ القرار المناسب.
شارك رأيك