في التدوينة التالية التي نشرها اليوم، الأربعاء 19 أفريل 2022، تعليقا على الجدل القائم منذ ليلة أمس في تونس حول قضية فرض صلاة التهجد في كل المساجد التونسية من طرف وزارة الشؤون الدينية، الكاتب، وهو أستاذ فلسفة متقاعد، يعود إلى قضية العلاقة بين الدين و الدولة التي لم تحسمها بعد الدولة الوطنية في بلادنا.
بقلم ثامر إدريس
ميزانيه عملاقه تذهب إلى وزارة الشؤون الدينية في تونس دون أن يكون لها أثر إيجابي على حياة الناس، إذا ما استثنينا رعايتها للمساجد الإسلامية دون بيوت صلاة الديانات الأخرى.
فهل هي من ستعلمنا أن السرقة والقتل والزنا… حرام لأننا لا نعرف ذلك لولاها؟
هل هي من ستعلم الناس كيفية الصيام والصلاة والزكاة لأننا من دونها لن نعرف عن ذلك شيئا وسيكون مصير الجميع الجحيم وبئس المصير؟
وزارة الشؤون الدينية تستنزف موارد الدولة في ظل ظروف غلاء المعيشة وحياة صعبة لتقنعا بالصبر وتحمل شظف العيش إطاعة أولي الأمر كمفتاح لدخول الجنة.
ألم يكن من الأجدر صرف تلك الأموال على التعليم والبحث العلمي والصحة والنقل التي تراجعت ميزانياتها مقابل الزيادة في ميزانية وزارة الشؤون الدينية؟ الكل يلاحظ أن التعليم والصحة والنقل قطاعات أصبحت منكوبة منذ غمرتنا موجة التأسلم الممولة بدولارات النفط والغاز؟
فقر وبطالة وجهات مهمشة… أين وزارة الشؤون الدينية من كل هذا؟ هل ستحل هذه المشاكل الحارقة بصلاة التجهد وقيام الليل والدعاء بحماية تونس !؟
أمننا الروحي يبدأ يوم نزرع ثقافة العمل ونوفر الظروف لمضاعفة الإنتاجية بأجساد غير مرهقة بالسهر وبقلة النوم… أمننا الروحي سيتحقق يوم يقع القطع مع توظيف الدين لأغراض سياسية.
الحقيقة لقد طفح الكيل.
ندفع من أموالنا ومدننا غارقة في النفايات ومخنوقة بالتلوث وغارقة في التطرف وتعصف بها أزمة القيم واختلاط الحابل بالنابل!؟
أول خطوة في تقدم الشعوب هي فصل الدين عن السياسة، أي عدم توظيف الدين لغايات حزبية سياسية أو لغاية الإستفراد بالسلطة وشيطنة المختلف… دين الله ليس له رجال ولا مؤسسات ولا شيوخ وشرع الله الذي تتحدث عنه القوى النافذة هو شرع الإمام الفلاني والشيخ الفلاني…
يريدونا أن نعيش بعقول وملابس وتفكير وتصرفات ناس عاشت و ماتت قبل 1400 سنة.
دين الله موجود في كتاب الله دون سواه والمطلوب منك أن تتدبره بعقلك أنت.
أستاذ فلسفة متقاعد.
شارك رأيك