تعيش تونس في مناخ سياسي غريب يتميز بصراع محتدم بين رئيس الدولة قيس سعيد الذي يسعى إلى إصلاح منظومة سياسية فاسدة و مزورة تتخفى وراء مسرحية ديمقراطية أدت بالبلاد خلال العشر سنوات الأخيرة على حافة الإفلاس و بين حركة النهضة الإسلامية و حلفائها المتسببين في هذا الإفلاس و الذين يتهمون الرئيس بالانقلابية و الديكتاتورية.
بقلم مرتجى محجوب
حركة النهضة الإخوانية التي نجحت في جعل الناس يكفرون بالسياسة و الديموقراطية و الانتخابات على حد السواء، تتحدث اليوم عن استخفاف رئيس الجمهورية العفيف النظيف بشعبه و ذلك إثر إصداره المرسوم المتعلق بتنقيح أحكام القانون الخاص بإحدات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهي كما نعلم لم تكن يوما عليا و لا مستقلة فقد ظلت منذ إحداثها بعد 2011 تابعة لبعض الأحزاب و خادمة مطيعة لمصالحها!!!
شعب تونس الذي عانى الأمرين طيلة عشر سنوات عجاف و الذي سوقوا له ديموقراطية شكلية ينخرها المال السياسي الفاسد و التجارة بالدين و هيئات لا تحمل من الاستقلالية الفعلية سوى الإسم … شعب تونس راض تمام الرضا بما يسمونه، جورا و بهتانا، انقلابا على الشرعية أو استخفافا بالشعب التونسي و دوسا على مساره الديمقراطي… من طرف سيادة الرئيس قيس سعيد المنتخب مباشرة من غالبية شعبية ساحقة…
شعب تونس قد طوى نهائيا صفحة العملاء و الخونة و الانتهازيين و الوصوليين و الفاسدين من تجار الدين و من لف لفهم، و كله ثقة في ما يقرره و يكرسه الرئيس الذي لن يعود إلى الوراء فيما يتعلق بتفكيك شبكات نهب و تخريب الدولة و لا إلى حكم الفرد و الدكتاتورية أو الاستبداد مهما كذب الأفاكون و مكروا و تمادوا في المغالطات و الخداع و خدمة مصالح سياسوية و شخصية ضيقة تصل حد إعطاء دروس في الديموقراطية من طرف من تجاوز أكثر من أربعة عقود على رأس تنظيمه الفتنوي الذي يشكل خطرا محدقا على الدولة و على سلامة أركانها و مؤسساتها الإدارية و القانونية.
كل احصائيات سبر الأراء تؤكد ما سبق ذكره لكن الجماعة الأسلاماوية على ما يبدو لا تريد أن تصلح أحوال تونس فهي لا تعيش إلا في المستنقعات و تستثمر فيها بالدعوة إلى ديمقراطية فاسدة و مزورة.
شارك رأيك