الجبهة الوطنية للخلاص التي يتزعمها أحمد نجيب الشابي و تشارك فيها حركة النهضة إلى جانب جماعات سياسية أخرى فاقدة لكل تمثيلية شعبية تتوفر فيها الآن ثلاثة مقومات تمهد لها الطريق أمام فشل ذريع.
بقلم عامر بوعزة
مقومات هذا الفشل هي:
أولا: سعي مؤسسها تحت غطاء (الدفاع عن الديمقراطية) إلى تبييض كل من كانوا سببا في انحراف المسار الديمقراطي وتغليب ثقافة الإفلات من المحاسبة، فالأحزاب والتنظيمات التي وقع “انقلاب” 25 جويلية لإبعادها هي بالذات من المشهد تواصل سياسة الإنكار، ولم تقم بأي تغيير هيكلي قد يؤهلها للقيام بأدوار مستقبلية.
ثانيا: الاستقواء بالخارج، حيث تقدم الجبهة نفسها بديلا ممكنا وتعول بالدرجة الأولى على الدعم الخارجي لا على المساندة الوطنية الداخلية.
ثالثا: ونتيجة مباشرة لما سبق فإن مبادرة الخلاص هذه لا تحظى بأي دعم شعبي من خارج دائرة الأحزاب المستفيدة منها، ويلاحظ بكل سهولة أن كل المظاهرات التي تقام “دفاعا عن الشرعية” يتصدرها أتباع حركة النهضة، لكن يتوفر لدى الجمهور وعي يسمح له برفض هذه الخدعة، لا سيما أنه يعتبر تجربة التوافق هي السبب الرئيسي في فشل المسار الديمقراطي (لا قيس سعيد).
الديمقراطية المغشوشة أسوأ من الديكتاتورية
بالمحصلة، يستخدم أحمد نجيب الشابي في سياق جبهة الخلاص أدوات ثبت فشلها وينتظر نتائج مغايرة، وهذا ما يحيّرنا في أمره، فلو بنيت مبادرته على الدعوة إلى المحاسبة والتأكيد على وجود ديمقراطية أخرى ممكنة خارج الصورة السيئة التي آلت إليها التجربة الديمقراطية بعد انتخابات 2019 لكان من الممكن له أن يستحوذ على الأغلبية الصامتة تلك الأغلبية التي تعتبر الديمقراطية المغشوشة أسوأ من الديكتاتورية وقبولها بالوضع الراهن ليس يعني الإذعان للاستبداد بل ترتيبا للأولويات. ومقاومة الأسوأ قبل السيء.
محلل سياسي.
شارك رأيك