صبرْنا، ومَرّ بنا العمر، ولم نَر تونس تَبني وتَستقر

في خطابه ليلة أول أمس الأحد 1 ماي 2022 بمناسبة التهنئة بعيد الفطر لم يحمل جديدا خارقا. كرّر قيس سعيّد ذكر أفعال نعلمها عن المنظومة الحاكمة السابقة في تآمرها على البلاد، وتأليب الخارج عليها، والعبث بمقدراتها وبالمال العام. لكن مضيه في الإصلاحات بطيء جدا…

بقلم سعيد الخزامي

هذا الوقت هو عمري يأخذه مني الرئيس، في تحركه البطيء لإنجاز ما وعد به من أجل تونس. خطابه ليلة أول أمس الأحد 1 ماي 2022 بمناسبة التهنئة بعيد الفطر لم يحمل جديدا خارقا. كرّر قيس سعيّد ذكر أفعال نعلمها عن المنظومة الحاكمة السابقة في تآمرها على البلاد، وتأليب الخارج عليها، والعبث بمقدراتها وبالمال العام. وأعاد التأكيد على لاءاته الثلاث: لا صلح، ولا اعتراف، ولا حوار، من دون أن ينسى التأكيد على لائه الأكبر التي هي لا عودة إلى ما قبل 25 جويلية 2021.

لكن الرئيس أظهر في هذا الخطاب أنه قد دخل في صلب المواجهة مع المنظومة السابقة وعلى رأسها حركة النهضة، وأنه سائر إلى إخراجها تماما من الحسابات السياسية في مسار ما عبّر عنه بتأسيس جمهورية جديدة في تونس.

وما دام الرئيس قد أشار إلى المنظمات الوطنية الأربع فقط لتأثيث الحوار الوطني، فإنه يتجه إلى قلب الطاولة على الأحزاب جميعها وباقي المنظمات والهيئات واستبعادها من حواره، وحتّى من تشكيل منظومة المستقبل. وتدل أوصاف “الصدق” و”الوطنية” التي أطلقها على مَن سينفتح عليهم في الحوار أن المعنيين هم شخصيات لا أحزاب.

ويبدو أن سعيّد بحديثه عن خوضه حرب استنزاف يبلغنا ليس فقط بأنه ماض في تنفيذ ما يخطط له، ولكن أيضا بأنه يحتاج إلى الوقت أمام ثقل الملفات التي يقدم على التعاطي معها ومنها إلغاء دستور 2014، وصياغة منظومة البناء القاعدي التي ستعوض الأحزاب… صبرْنا، ومَرّ بنا العمر، ولم نَر تونس تَبني وتَستقر.

صحفي و محلل سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.