“أسياد العالم” و هم مجموعة من الصهاينة الماسكين و المتحكمين في مجالات المال و الإعلام على وجه الخصوص و الذين تعبر عنهم بكل وضوح حكومات الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا، سيحاربون كل تجربة أو توجه نحو ديموقراطية حقيقية في أي دولة من دول العالم الثالث و خصوصا العربية و الإسلامية منها باعتبار التاريخ و الدين و الجغرافيا.
بقلم مرتجى محجوب
تونس ذلك البلد الصغير لا يقلق من حيث حجمه الاقتصادي أو العسكري بل كنموذج لديموقراطية حقيقية تقطع مع توظيف الدين في السياسة و سائر أنواع الفتن الدينية و العرقية و الطائفية التي يتفنن “أسياد العالم” الحاليين في زرعها أينما مروا ماضيا، حاضرا و بكل تأكيد في المستقبل فذلك دأبهم و مكرهم المعهود و المعروف، حتى وصل بهم الأمر لتحدي روسيا النووية على مشارف حدودها دون مبالاة بحرب عالمية و ربما نووية لن تبقي على أخضر و لا يابس.
هاته الحرب الروسية ضد “أسياد العالم”، و التي ذكرهم فيها سرقاي لافروف بأصول النازية الألمانية، قد عرتهم تماما و أظهرت للعلن مدى جشعهم، حبهم و عبادتهم للمادة و المال و لو على حساب شعوب الولايات المتحدة و بريطانيا و حتى ما يسمى إسرائيل في حد ذاتها فما بالك بالشعوب الأخرى.
بالمختصر المفيد، أمام تونس خياران : فإما عودة للدكتاتورية أو ديموقراطية فتنوية شكلية تكون لقوى العمالة فيها اليد الطولى و تمكن “أسياد العالم” من مواصلة توظيفها و تسويق شعاراتهم المتصلة بالحرية و الديموقراطية السكيزوفرانية الزائفة التي تخفي مساعيهم الامبريالية الاستنزافية العملية، و يبدو أنهم يصرون أن تكون لتونس ديموقراطية شكلية، إذ يكفي في هذا الاطار أن تتطلع على تصريحات مسؤولين سياسيين أمريكيين و بريطانيين و أن تواكب توجهات قناة الجزيرة حتى تتأكد من الأمر.
لسنا بلا حول و لا قوة أمام هذا الواقع البديهي و خصوصا في ظل المتغيرات العالمية الحالية بل يتوجب الأمر في البداية وعيا بالعوامل الداخلية و الخارجية المحيطة بتونس ليترتب عنه تحرك شعبي جارف يسمع كما كتبت سابقا صوته للعالم بأسره و يصر على الاختراق التاريخي و الحضاري، فالظرف أكثر من مناسب.
و من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر …
شارك رأيك