أمام الأخطار المحدقة اليوم بالاستقرار في تونس التي تتربص بها حركة النهضة. هل سيتعمد الرئيس قيس سعيد مرة أخرى تجاهل كل الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي تماما كما فعل حين تعرضت للعنف في مجلس النواب بعد أن قطع عنها الحماية الأمنية؟ التحليل للوضع العام المتأزم في البلاد يعطي شرعية لمثل هذا السؤال…
بقلم أحمد الحباسي
منذ عادت قيادة حركة النهضة من الخارج لتتربع مدة عشر سنوات في الحكم و بذلك دخلت عالم الدراما السياسية وبدأت تخيط وقائع السياسة و الأحداث في تونس وهي تتصدر نسب الإنتاج الدرامي و نسب المشاهدة و نسب التوزيع في كل بلدان العالم.
كانت باكورة الإنتاج الدرامي لحركة الإخوان حينما كتب الفكر المتردي للشيخ راشد الغنوشي مسلسل أو فكرة “اسمعوا منّا و لا تسمعوا عنّا”. في هذا المسلسل أصبح شيخ الإرهاب نجم العمل عبر المساحة الكبرى للدور الذي رسمه بإتقان شديد و قام فيه بتقديم عينات مثيرة للاهتمام من أدوار الشر و الخبث تؤكد أن بقاءه في الخارج كل هذه السنوات قد منحه خبرة و حنكة جعلته يتقمص كل هذه الأدوار السيئة بكل أريحية.
راشد الغنوشي لا زال يتربص بتونس شرا
لم تكن قطر أو قناة الجزيرة أو بعض الجهات الصهيونية بعيدة عن هذا الحراك الدرامي سواء بالتمويل أو بالمساندة الإعلامية أو بتقديم بعض الأفكار التي يصوغها جهاز الموساد بالتعاون مع أجهزة مخابرات متآمرة أخرى.
في رحلة التآمر على هذا البلد كانت هناك عدة “أفلام” و “مسلسلات” هابطة تقمصت فيها قيادة النهضة و من وضعوا يدهم في يدها مثل محمد المنصف المرزوقي و مصطفى بن جعفر و محمد عبو و أحمد نجيب الشابى و يوسف الشاهد أدوارا مشينة وغير وطنية ستبقى عالقة في ذاكرة التاريخ و حتى بعد أن خرجت جموع المواطنين لتحرق مقرات حركة النهضة ليلة 25 جويلية 2021 لا يزال شيخ النهضة يتربص بالبلاد شرا و يدعو علنا للتدخل الأجنبي و حجب المساعدات الدولية و ترهيب السياح الأجانب بعلة وجود انقلاب على الشرعية.
بطبيعة الحال تحاول حركة النهضة و أتباعها من طفيليات أحزاب الصفر فاصل و بعض من تلوثت أياديهم و ضمائرهم بالمال الفاسد أن تسترجع أنفاسها بعد صدمة قرارات الرئيس قيس سعيد بحلّ مجلس النواب و لهذا فهي مستعدة لأجل الرجوع إلى سدة الحكم إلى تزوير الانتخابات باستعمال المال الفاسد و لما لا استنفار الذئاب المنفردة للقيام بعدة عمليات انتحارية أو إرهابية موجهة مؤسسات و أفراد الدولة و عند الاقتضاء ضد من ترى فيهم الحركة الخطر القادر على إسقاطها و كشف مخططاتها التآمرية مثل الأستاذة عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر.
ربما تخفى وزارة الداخلية لدواعي أمنية عديد الأسرار و بالذات ما توصلت إليه من معلومات خطيرة حول بعض العمليات الإرهابية التي تم التخطيط لها في الآونة الأخيرة و لعل الإيقافات الأخيرة لبعض العناصر الإرهابية يكشف أن هذه التحركات التي تزامنت مع الأيام اللاحقة لقرارات 25 جويلية قد كانت تهدف لأحداث هزّة لدى الرأي العام و ضرب الأمن العام و استهداف بعض الشخصيات السياسية من الممكن جدا أن تكون رئيسة الحزب الدستوري الحر المستهدفة الأولى و هذا ما تؤكده هذه السيدة في تصريحات معلنة . لعله من الواضح أن حركة النهضة و رغم عدم التوصل إلى خيوط جريمة اغتيال شكري بلعيد و محمد البراهمى قد تعلمت الدرس من كل ما حدث و باتت أكثر حرصا على حسن تدبير الاغتيال و ذلك بإلقاء المسؤولية بين القبائل خاصة أن رئيسة الحزب قد دخلت فى حرب إعلامية ضد بعض رموز الفساد والخيانة الذين دخلوا في تحالف قبيح مع النهضة لتبييض تاريخها الملوث بالدم و الإرهاب مثل السيد نجيب الشابي.
ألاخطار التي تحدق بعبير موسي
يقول الشهيد شكري بلعيد طيّب الله ثراه أن حركة النهضة حين تجد نفسها منزوية للحائط فإنها لا تستنكف استعمال العنف و سفك الدماء و النهضة اليوم ورغم رقصات شيخها تعيش حالة من الفزع المفرط خاصة بعد أن عبّر الشارع مرات عديدة عن قرفه من سياستها طيلة حكمها الذي أوصل البلاد إلى الإفلاس و الخراب وهي تدرك كما صرح القيادي المنشق عماد الحمامى أن آمالها الانتخابية منعدمة في كل استحقاق انتخابي قادم.
ربما هناك مخطط دموي يطرح تنفيذه بين قيادة حركة النهضة و بعض الجهات الخليجية المتآمرة بالاستعانة مع بعض الجماعات الإرهابية التي خرجت من سوريا للاستقرار بليبيا منذ فترة لاستهداف رئيسة الحزب الحر الدستوري حتى تعمّ الفوضى و يضطر الرئيس قيس سعيد إلى تعطيل موعد الانتخابات و لكن من المؤكد منطقيا على الأقل أن ساعة الصفر لم تحدد و أن بعض الجهات التي تستعين بحركة النهضة لضرب الاستقرار في تونس لم تشعل الضوء الأخضر أمام جهات التنفيذ =.
هل وصلت معلومات سرية لوزارة الداخلية من بعض أجهزة الاستخبارات الغربية و هل تم إخفاؤها تماما كما حصل في ملف اغتيال الشهيد محمد البراهمى؟ هل يملك طاقم حماية السيدة عبير موسي القدرة اللوجيستية الكافة لصدّ و تجاوز أي اعتداء إرهابي محتمل؟ هل من الواجب على رئيسة الحزب الدستوري الحر الاستعانة بطاقم أمنى خاص؟ هل عليها إتباع سياسة اتصال و اجتماعات شعبية حذرة؟ هل يدرك رئيس الدولة بصفته القائد العام للقوات المسلحة أنه المسؤول الأول عن حماية هذه الشخصية السياسية المهمة التي يحتل حزبها طليعة نوايا التصويت؟ هل سيتعمد الرئيس مرة أخرى تجاهل كل الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها رئيسة الحزب الدستوري الحر تماما كما فعل حين تعرضت للعنف في مجلس النواب بعد أن قطع عنها الحماية الأمنية؟ هل ستفكر بعض الدول الخليجية في أن مواصلة إطلاق مساندتها لحركة النهضة ستفشل و ترتد عليها قريبا؟
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك