بعد إعلان شكوك حقيقية من طرف عديد الرياضيين و الأطباء فيما قدم للرأي العام على أنه رقم قياسي في السباحة في المياه الحية قام به السباح التونسي نجيب بالهادي (69 سنة) و ذلك بزعمه قطع 155 كلم سباحة بين أيطاليا و تونس، الكاتب يندد في هذه التدوينة من يهاجمون كل من يشكك في المغالطات و الأكاذيب.
بقلم عامر بوعزة
العبرة الأولى: تتمثل في طغيان ثقافة (المهموتة)، فالتحديات الرياضية والأرقام القياسية يقع الإعلان عنها عادة قبل مدة، بل وينبغي حتى الإخبار عن التدريبات التي تسبقها، كما إن التحدي نفسه في جميع أنحاء العالم يتمّ تحت أضواء الصحافة وأمام الجميع. لكن عندنا في تونس “عمّ نجيب” يغطس ويطلع، بين الفينة والأخرى ويعلن وحده عن رقم قياسي لم يسبقه إليه أحد، ولم يره أحد، ويترك الجميع بين مصدق ومكذب! بل وتفرض علينا طائفة من البشر أن نصدقه ونهلل له “بالسيف” والا فنحن أعداء النجاح، سوداويون، نعشق جلد الذات! 155 كلم؟ أنا أتحداه أن يمشي نصفها على قدميه!
العبرة الثانية: ما اعتبره البعض (حملة تنمر) على بطل مغوار يمثل عندي دعوة فاشية إلى عدم المناقشة وتعميم الوعي القطيعي، يتنمرون عليه؟ هل كان جالسا مثلا في بيته يشرب الشاي وتنمروا عليه؟ هل كان يشاهد “شوفلي حل” مع عائلته وتنمروا عليه؟
كفوا عن إعطاء الدروس والمواعظ لكل من يشغل مخه قليلا، كان أحرى أن نفرح لأن في هذا الشعب جزءا ما يزال يفكر وينقد ويتساءل ولا تنطلي عليه الأشياء بسهولة، هؤلاء نحتاجهم كثيرا مع محتالين من نوع آخر يقررون لنا مصيرنا الآن في المهموتة…
العبرة الثالثة : نسيتها!
صحفي و ناشط سياسي.
شارك رأيك