أمام عدم إمكانية نقاش الدّستور الجديد بابا بابا و فصلا فصلا و عدم إمكانية التّصويت عليه بابا بابا على الأقلّ، و أمام انعدام فرصة تنظيم نقاش عام موضوعي و عقلاني للمشروع لن يبقى أمام المشاركين إلا الإجابة في الاستفتاء بنعم أم لا على شخص صاحب المشروع، وهو الرئيس قبس سعيد، قلة قليلة جدا ستقرأ النص الدستوري و تشارك في الدستور حسب قناعاتها بالنسبة للنصّ بأكمله.
بقلم فوزي بن عبد الرحمان
من المفارقات العجيبة جدا أن أستاذ القانون الدستوري الذي يرأس الدولة في تونس كان له نفس الموقف من الاستفتاء بصفة عامة قبل أن يغير قصر قرطاج رأيه (تصريحاته السابقة حول الموضوع لا تزال موجودة على وسائل التّواصل الإجتماعي).
التونسي بطبعه الغالب مواطن لا يريد أن يكون خارج الشرعية و لذلك فالفكر المعبَّر عنه في الغالب هو مع الشرعية القائمة مهما كان مصدرها و مهما كانت شرعيتها، و لذلك فإن الدّاعين لرفض المسار شكلا قبل الخوض في مضامينه لا يعبرون عن الصّوت الغالب في الَمجتمع على الأقل ظاهريا.
و لتأكيد ذلك، نحن نرى هذه الأيام تزايد الدعوات المناصرة للرئيس للمشاركة في الاستفتاء المقبل بنعم (من غير قراءة مسبقة لمشروع الدستور) بتعلة الوطنية و مساندة الرئيس.
و في المقابل دعوات كذلك (أقل عددا) للمشاركة بلا (من غير قراءة للمشروع) و كتعبير لرفض مسار الرئيس.
الصّورة غير واضحة و هي غير سليمة و لعلّ أهمّ سؤال سيسمح بإزاحة بعض الضباب على المشهد بالإجابة عليه : من يكتب مشروع النصّ النّهائي للنّصّ الدّستوري لمشروع الرئيس ؟
وزير سابق.
شارك رأيك