في التدوينة التالية التي نشرها أمس الأحد 24 جويلية 2022 رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق يعلق على الوضع الغريب في تونس ليلة الاستفتاء حول مشروع الدستور اللاديمقراطي الذي قدمه الرئيس قيس سعيد.
بقلم محسن مرزوق
كنت في زيارة لبلد شقيق منذ سنوات طويلة فحدثني صديق لي هناك، أن بلاده قررت في مطلع 1981 إلغاء العبودية التي كانت سائدة في البلاد.
المفاجأة كانت ان العديد ممن رفضوا هذا القرار لم يكونوا ملاّك العبيد بل جانبا كبيرا من العبيد الذين قالوا : “نحن نعيش نأكل ونشرب عند الأسياد فماذا سنفعل الآن بعد تحريرنا ؟ كيف سنأكل ونشرب”.
كان الموضوع حساسا جدا. فما معنى الحرية إن كانت نتيجتها الجوع ؟ وإن لم تصاحبها سياسة فعلية بنتائج ملموسة اقتصادية واجتماعية؟
النتيجة أن العبيد سيتشبثون بالعبودية.
ولكن لماذا أتذكر هذه الواقعة ؟
آه عفوا… لأن أحدهم كتب لي: “يلعن بو الحرية والديمقراطية التي حصلناها في تونس خلال العشر سنوات الأخيرة… نقبل أن نعود كما كنا وأسوأ إذا تنفنفت الأمور… اقتصاديا، وغادرنا مساحة الفقر.”
وجدت نفسي وكأني في محضر مشكلة العبيد في ذلك البلد منذ أربعين سنة.
وفي الختام ذكرني ذلك الشخص الذي قال اللعنة على الحرية من أجل الخبزة، بمقولة تشرشل الذي قال للذين أرادوا التخلي عن الشرف وقبلوا بالعار من أجل السلم مع ألمانيا الهتلرية، قال لهم : “ستنالون العار والحرب في نفس الوقت”، وهو ما حصل فعلا.
ويُترجمُ هذا في حالة ولد بلادي الذي راسلني أن أقول له: “ستنال العبودية والفقر في نفس الوقت يا عزيزي. فالحرية والرخاء مترابطان.”
ولكن سنفهم جميعا هذا بعد وقت.
ان شاء الله مش بعد فوات كل الوقت.
شارك رأيك