“ليس حبا في علي… بل كرها في معاوية”! حين تعترضني هذه العبارة “المضروبة بالسفود” ظاهريا… أول ما يتبادر إلى ذهني هو ان من ناصروا علي لم يكونوا مقتنعين به تماما بل كان ذلك فقط نكاية في معاوية. و حديثنا قياس…
بقلم لزهر الضاوي
ثانيا والحالة تلك لماذا لم يشترطوا عليه كي يناصروه أن يصلح ما به من نقائص وهنات كي لا يحرجهم أمام الخصوم ويضطرهم إلى هذا التنازل الأخرق في التقليل من شأنه؟
لكن نحن نعلم – وهذا جوهر المأساة – أن علي لا يقبل اشتراطا بل حتى التماسا من أي كان – مهما كانت درجة قربه منه – كي يغير ما به من تحجر وتزمت و” تعلص” و”تصكّر” وعليك أن تقبل به كما هو – كالقدر المحتوم – لأنه “كلمتين أخوات ما يحملهمش” ولا يطلب سوى الطاعة العمياء من الجميع…
لكل ذلك سيعود إليك مناصره صاغرا محرجا ليقول لك “ها أوخيْ راو ما حبش”…
لكن المثير في الحكاية كلها أن يدعوك أنت وفي موقف عجيب غريب إلى القبول بما قبل به هو أي ب”تعلص” علي… وإلا فانك من أنصار راشد الغنوشي و”رهطه الكرام”… فلماذا يطلب منك الرضوخ لطبيعة علي المتحجرة. كما فعل هو … أفلا يدري باأن هنالك من هو مستعد أن يدفع حياته في مقابل الحفاظ على كرامته وسيرفض قطعا الخنوع لإرادة أي كان على وجه هذه البسيطة… مهما علا شأنه؟
لذلك فما عليه إلا أن يطرح على نفسه السؤال التالي: ماذا لو كان “علي” أكثر ليونة وانفتاحا وأريحية وتجاوبا وقبولا بالآخر… فيحظى بحب الجميع حبا حقيقيا دونما مواربة… فلا يلتفتنّ أحد مطلقا الى ناحية معاوية؟
هذا هو السؤال الحقيقي.
شاعر من قفصة.
شارك رأيك