تعليقا على ما حدث يوم الأحد الفائت في مهرجان صفاقس السؤال المطروح هو التالي : كيف ينتصب أعوان الأمن (وإن أتضامن معهم على ما لحقهم من إساءة من قبل الفنان لطفي العبدلي) لمواجهة عرض فني وكأنهم تحولوا إلى كَهَنُوت؟
بقلم فتحي الهمامي
لا أحب لطفي العبدلي في أدوار الوان مان شو ولم أحضر بتاتا عروضه وإن أحببت أدواره في السينما أو في الأعمال التلفزية، ولكن أسال: أليس للفنان الحق والحرية في أن يقدم ويعرض على الجمهور فنا هابطا مبتذلا ورديئا أي أن يكون الفنان في عرض ما من عروضه تافها، إِبَاحِيّا داعِرا ورَكِيكا، والجمهور والنقاد هما الذين يحكمان له أو عليه؟
أقول بكل صراحة نعم لأن الحرية لا تتجزأ والحقوق لا تتجزأ.
ولكن وجب التذكير هنا أنه ثمة خطوطا حمراء في العمل الفني لا يمكن تجاوزها ألا وهي التحريض على العنف او الكراهية او التمييز وإلا سقط في المحظور. وهنا تكون الرقابة البعدية للعمل الفني من قبل القضاء فهو الذي يقرر إن خرج عن المالوف والقانون.
فكيف ينتصب أعوان الأمن (وإن أتضامن معهم على ما لحقهم من إساءة من قبل لطفي العبدلي) لمواجهة عرض فني وكأنهم كَهَنُوت؟ وكيف يتسببون في قطع العرض ويحرمون الجمهور من متابعته؟
وكيف يدعم والي الجهة مسعاهم هذا بل ويبرره؟
ألم يكن من ممكن التجاء الأمنيين إلى القضاء للرد على شبهة ضرر لحقتهم؟
وهل يلتجىء غدا الحلاق والسباك والمعلمة إلى فعل نفس فعلة رجال الأمن عند نقدهم او الإساءة إليهم في عمل فني؟
ما تم لا يليق بالساحة الفنية ولا بالمؤسسات ولا بصورة الفنان ولا بصورة قواة الأمن…
ناشط حقوقي.
RépondreTransférer |
شارك رأيك