بقلم : منصف المزغنّي (تونس العاصمة في11 /8/ 2022)
حين تصب برميل عطر في البحر ١-
لن يتعطر البحر
فالاسماك لا يتذوق غير بحره المعتاد
-وحين تزرع شجرة موز في صفاقس ، لن تصير صفاقس غابة موز ، لانها في الاصل لوزة وزيتونة وياسمينة ،
ولكن زيادة خير
٢-
-مرحبا بالبحر المعطر
-ومرحبا بالموزة. التي لن تتفوق على اللوزة، او تنافس الزيتونة ،،، ولكنها ستضيف لونا أخر على مشهد الحقل .
وطعما آخر
٣-
هناك مدن مفتوحة ،وتحافظ دوما على روحها العاشقة للشغل ، فلا شيء سيبقى من الانسان غير عمله ، ولا شيء يبقى من المكان غير روحه التي لا تتغير حتى اذا طال الزمن . …
وصفاقس تتسلل من المكان الى الانسان ،،، ومع صفاقس يمكن ان نتحدث عن عبقرية العمل ،،، وهي روح عابرة لكل النظم والعادات التي مرت في تاريخ صفاقس ،كما انها روح مُعْدِية ، وعصيّة على التحويل ،،،
٤-
اتذكر
وانا شاب ، اني كنت احزن ، لان صفاقس تنام باكرا ،،، وكانت تنهض باكرا ،،،
ولا انسى كيف ان الشركة الجهوية للنقل ( سورتراس ) ، كانت تنقل الناس باكرا ( مع السادسة صباحا ؛لا اتذكر بالضبط ) ،،، وتنهي اخر سفراتها مع الثامنة ليلا ( عليك ان تنهي الشغل لتنهض باكرا ) وكذلك هناك حافلة تدارك لمن واصل الشغل بعد الثامنة ،،،
ومن يتخلف عن الموعد الاخير ، فليس امامه غير حلّين : الذهاب الى بيته من المدينة الى الغابة حيث يقيم ، او سيارة أجرة ،تاكسي ، باسعار مكلفة قد تساوي ثمن يوم من العمل …
٥-
في سبعينات القرن الماضي ، كنا شبابا مولعا بنادي السينما. ., كان الشريط يصل عبر القطار ، من تونس ، ( مركز الجامعة التونسية لنوادي السينما ) او من مكان آخر ، في ولاية قريبة مثل سوسة او قابس او القيروان ،،،،
اما الشريط فكان يعرض مع الخامسة والنصف في قاعة سينما ، اسمها ( سينما بغداد )
ويبدا الفيلم بتقديم فكرة عنه ، وعن مخرجه ، وعن بعض الممثلين ،،، وذلك من اجل ان ينتبه المتفرج ، وهو حامل شيئا من المعرفة عن الفيلم الذي يكون عادة خارج الدورة التجارية ،،، وحين ينتهي الشريط ،،، يسارع الجمهور الى الحافلة التي لا ترحم اوقاتها رواد السينما. القلائل ،،، وما ان يبدا النقاش مباشرة يعد عرض الشريط ، ،، حتى نسمع اصواتا ،،، يعلنها الكرسي، وتبدا افواج المتفرجين في التدافع ، خوفا من دكتارتورية وقت انطلاق الحافلة. الاخيرة ،،،
شارك رأيك