بكلمات رقيقة سردها في نص أنزله مساء اليوم الاربعاء 31 أوت على صفحات التواصل الإجتماعي، تحدث الروائي الناصر التومي عن ذكريات جمعته بمحمد الباردي، منها المناسباتية و منها المنسوبة إلى شهادات على عصر، عصر امتزجت فيه السياسة بالثقافة و غير الثقافة بالسياسة… و لكن دماثة الأخلاق و ارتباطها بإحترام الآخر كانت هي الطاغية، هي الأبقى. و لنا في النص التالي لصديقنا الناصر التومي أجمل مثال:
“تكريم الأديب الدكتور محمد الباردي:
بمناسبة تكريم الأديب الدكتور محمد الباردي بقابس أيام 9و10و 11سبتمر الجاري من قبل النادي الثقافي أبو القاسم الشابي مشكورا حيث دعتني الهيئة المديرة في شخص سمير بن علي رئيس النادي للمشاركة واعتذرت لأسباب صحية. وأريد بهذه المناسبة ذكر بعض المواقف التي تربطني بهذا الأديب الخلوق.
ـ أولها أن في التسعينات شارك الباردي بروايته ـ حوش خريف ـ للحصول على جائزة وزارة الثقافية للإبداع وشاركت بمجموعتي القصصية ـ الأقنعة المحنطة ـ وكانت النتيجة المسجلة في سجلات إدارة الآداب أن الباردي تحصل على الجائزة الأولى وتحصل الناصر التومي على الجائزة الثانية وتعذر تمكيننا من جائزتينا لأن الوزير يومئئذ أوقف جائزة السنة الفارطة التي نالها عبد القادر بالحاج نصر عن روايته ـ الإثم ـ لأن ثمة من أسر إليه أن الرواية تنتقد النظام وقد أخبرني سي محمد الباردي بذلك بعد أن سمعه من أحد أعضاء لجنة التحكيم الدكتور محمود طرشونة.
الثانية أثناء انتخابات اتحاد الكتاب التونسيين لما اجتمع بعض المترشحين للهيئة المديرة في منافسة لقائمة اتحاد الكتاب الكلاسيكية، والتحق بنا سي محمد الباردي بمقهى بشارع بورقيبة حيث بعد أن انسحب الشاعر سوف عبيد الذي كان مهيئا كرئيس قائمة اقترح المترشحون أن أحل مكانه لكنني رفضت وقلت أرفض أن أترأس قائمة فيها الأديب الدكتور محمد الباردي وأصرّيت أن يكون هو رئيس قائمة.
ثالثا تمت دعوتي من قبل محمد الباردي لملتقى الرواية العربية بقابس في موضوع على ما أذكر علاقة الإبداع بالدراما وقضينا وقتا ممتعا في رحابه.
رحم الله الفقيد وأسكنه فراديس جنانه”.
شارك رأيك