مشتقّات التمـور: تــونس تضع مواصفة فنّية لمسحوق التّمر

تحتلّ تونس منذ عديد السّنوات المرتبة الأولى عالميّا من حيث تصدير التّمور. لكن في الآونة الأخيرة بدأت في صنع اسم لها كمصدّر لمشتقات التمور.

وفي إطار السّعي لحسن تموقع تونس كبلد رائد في هذا المجال، أصدر المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصّناعية المواصفة الفنيّة المتعلقة بمسحوق التّمر، وذلك بدعم من مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلّية للأسواق (PAMPAT) المموّل من قبل كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد (SECO) والذي تشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI).

وبذلك تكون تونس البلد الأول والوحيد الذي يضع معايير لتوحيد الخصائص الفنيّة لهذا المنتج الاستثنائي المعروف بفوائده الغذائيّة، والذي يعتبر أيضا بديلا جيدا للسّكر الأبيض. وستمكّن هذه المواصفة الجديدة من مزيد دفع صادرات منظومة التمور التي يتواصل ارتفاع نسقها بشكل ملحوظ بالرّغم من الأزمة الاقتصادية العالميّة.

المعروف ان تونس تحتل منذ عديد السّنوات المرتبة الأولى عالميّا من حيث تصدير التمور الطازجة. لكن في الآونة الأخيرة بدأت تسعى أيضا لحسن التموقع كبلد مصدّر لمشتقات التمور.حيث أطلق المجمع المهني المشترك للتمور سنة 2021 برنامجا لتنمية هذا القطاع تحت شعار “صنع من التمر – تونسي المنشأ ” (Made from dates-Origin Tunisia) وذلك لمزيد التعريف بمشتقّات التمور ذات القيمة المضافة العالية. أحد منتجات هذا القطاع الناشئ يتمثّل في مسحوق التمر الذي يتمّ تصديره نحو العالم بأسره.

وسعيا لتأكيد موقع تونس الرّيادي في مجال انتاج مسحوق التمر الذي يشهد طلبا مرتفعا بالأسواق ولضمان الجودة المثلى لهذا المنتج الغذائي بالاعتماد على معايير الجودة، أصدر مؤخّرا المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصّناعية المواصفة التونسية الخاصّة بمسحوق التّمر تحت الرّمز: NT :45.36 (2022) .

وبذلك تكون تونس البلد الأول والوحيد الذي يضع معاييرا لتوحيد الخصائص الفنية لهذا المنتج، ما يعكس الأهمية البالغة التي يحظى بها هذا القطاع الاستراتيجي. انطلقت أشغال اعداد هذه المواصفة عبر شراكة بين القطاعين الخاص والعام صلب فريق عمل ضم عديد المتدخّلين على غرار المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصّناعية (INNORPI) والمجمع المهني المشترك للتمور ووزارة الصناعة والمركز الفنّي للصناعات الغذائية وأهم المخابر والمؤسسات الخاصة لصنع مشتقّات التمور، وذلك بدعم من مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلّية للأسواق (PAMPAT) المموّل من قبل كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد (SECO) والذي تشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI).

تحدّد هذه المواصفة الخصائص الفنّية ومعايير جودة مسحوق التمر التونسي. وهي مرجع رسمي يضبط الحدود القصوى والدنيا لمختلف المتغيّرات الفيزيائية والكيماوية بما يمكّن المتعاملين التونسيين من ضمان الجودة المطلوبة وحسن مطابقة المنتج. 2/2 هذه المواصفة الجديدة ستساهم بكلّ تأكيد في دفع نسق صادرات القطاع.

وبالرجوع لنتائج الاستمارة التي قام بها مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلّية للأسواق، تمثّل الصّادرات 80 % من جملة حجم مبيعات المؤسسات التونسية المشتغلة في انتاج مشتقّات التمور. وحسب نفس نتائج هذه الاستمارة، تشهد صادرات مشتقّات التمور ارتفاعا مطّردا بما في ذلك خلال سنوات جائحة كورونا.

حيث ارتفعت الصّادرات بنسبة تفوق 20 % خلال السنتين الأخيرتين. فيما فاق حجم الاستثمار في مجال انتاج مشتقّات التمور خلال نفس الفترة 3.000.000 دينارا، كما تمّ احداث 400 موطن شغل. الآفاق واعدة ولا شكّ لمشتقّات التمور عامّة ولمسحوق التمر التونسي بصفة خاصّة، والذي يعدّ بديلا جيدا للسّكّر الأبيض.

وحسب دراسة السوق التي أعدّها مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلّية للأسواق يحظى هذا المنتج بفرص عالية في عديد الأسواق العالمية حيث يتزايد الإقبال على المنتجات الصحيّة وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا. ففي فرنسا صاحبة الصدارة على المستوى الأوربي من حيث استهلاك التمور، يتمّ اعداد استراتيجية وطنية للتخفيض من استهلاك السّكّر.

من المؤكّد أن السّوق الدولية المتنامية لمشتقّات التمور ستخلق المزيد من القيمة المضافة بالبلاد. فبالإضافة لتوفّر عديد الأصناف من التمور القابلة للتحويل بتونس، تقدّر بقايا الفرز بمحطات لف وتكييف التمور بحوالي 30.000 طن سنويا، يمكن أن يرتفع دخلها لفائدة المنظومة لخمسة أضعاف مقارنة مع استعمالها عادة كأعلاف للحيوانات.

واعتبارا لما للتغيرات المناخية من تأثير سلبي على القيمة التسويقية للتمور الطازجة، فقد بات من الضروري العمل على التثمين. يشهد القطاع حركية نشيطة مردّها التوفّر المتزايد للمادّة الأولية وارتفاع الطلب على المنتجات. حوالي نصف المؤسسات المشتغلة في انتاج مشتقّات التمور تم احداثها خلال السنوات الخمس الأخيرة، كما أصبح هذا القطاع يجذب عديد المستثمرين الجدد.

عديدة هي الإشارات التي تنبؤ بمستقبل مشرق لهذا القطاع الناشئ الذي يقتحم اليوم مرحلة جديدة بإصدار هذه المواصفة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.