هل لا زالت الجمعيات العريقة الكبرى في تونس تقوم بدورها في تأطير الشباب و خصوصا القاطنين في الأحياء الشعبية أم لا وهي التي لا زالت تتحصل على أموال من المجموعة الوطنية تحملها مسؤولية تجاه أطفال و شباب الوطن؟ (الصورة : حي الملاسين الشعبي غرب العاصمة تونس).
بقلم مرتجى محجوب
العقل السليم في الجسم السليم، و كذلك تحمي الرياضة مختلف الشرائح العمرية و خصوصا الأطفال و الشباب من شتى أنواع الانحرافات و المفاسد، بل تساهم في تربية الناشئة و زرع القيم الرياضية و حب الانتصار و التحدي و المواجهة و المنافسة و التفوق.
لن أتحدث عن جمعيات رياضية فقيرة لا تمتلك حتى الحد الأدنى من الإمكانيات المادية و البشرية بل عن الرباعي صاحب الإشعاع الأكبر في كامل مناطق الجمهورية : الترجي، الإفريقي، النجم و الصفاقسي، و أطرح السؤال : هل لا زالت هاته الجمعيات العريقة تقوم بدورها في تأطير الشباب و خصوصا القاطنين في الأحياء الشعبية أم لا وهي التي لا زالت تتحصل على أموال من المجموعة الوطنية تحملها مسؤولية تجاه أطفال و شباب الوطن؟
الجواب مباشرة : لا. و السبب الذي سيقوله لك الجميع بلا استثناء أن الانخراط في هاته الجمعيات أصبح حكرا على ولد فلان و ولد فلتان علاوة على الرشاوي و الهدايا حتى يلعب ولد فلان كأساسي على حساب من هو أجدر و أفضل ليبدأ الإحباط و الإحساس بالمظلومية و انعدام الثقة تتسلل إلى عقول أطفالنا منذ الصغر.
الأحياء الشعبية التي خرج منها كبار “الكوارجية” و الرياضيين و الفنانين التوانسة أصبحت اليوم مرتعا للجرائم و المخدرات و تبني عقلية اليأس و التشاؤم من المستقبل.
حذاري، فدور الجمعيات الرياضية الأساسي هو تأطير الشباب و حمايته من الانحرافات و ليس رفع الكؤوس و البطولات التي تأتي في المقام الثاني و بكل روح رياضية و قبول للهزيمة مثل الفرحة المعقولة بالانتصار في ظل احترام المنافسين سواء كانوا لاعبين أو جماهير…
رجاءا من الترجي و الأفريقي و النجم و الصفاقسي أن يراجعوا أنفسهم في هاته المسألة لأنها مهمة جدا لمستقبل الأجيال القادمة و المجتمع ككل.
شارك رأيك