استفاقت الساحة الصحفية اليوم على خبر مفزع حزين حيث قررت مؤسسة دار الأنوار التوقف عن اصدار احدى اعرق الصحف التونسية وهي صحيفة “الانوار” مع التأكيد على ان الصعوبات التي تمر بها الصحافة الورقية في تونس قد تتسبب في القضاء على باقي الصحف.
وأمام هذا الحدث الخطير يهم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التأكيد على انه سبق ان اشار الى الازمة العميقة التي تمر بها الصحافة المكتوبة في تونس في ظل تخلي الحكومات المتعاقبة عن دعم الصحافة الورقية الى جانب محاصرتها بالضرائب ووقف الاشتراكات او الحد منها.
كما تعود الازمة الى تراخي الحكومة في بعث الهيكل المعني بتوزيع الاشهار العمومي بالرغم من ان المشروع جاهز منذ سنوات وكنا شاركنا في وضعه.
ومن جهة اخرى فقد عملت الحكومة على تعطيل كل برامج دعم الصحافة الورقية وخاصة التي تتعلق بمجابهة أزمة الكوفيد 19 والبرنامج الخاص بتحمل الدولة لمساهمة المؤسسات في الصناديق الاجتماعية الذي ماطلت الحكومة لكي لا يتم التمديد فيه بالرغم من خطورة الازمة التي تمر بها تلك المؤسسات.
وفي اتجاه آخر نجد ان الحكومة و الحكومات المتعاقبة تجاهلت بشكل كامل حقيقة غلاء الورق في العالم وتركت الصحف تواجه وحدها تلك الازمة حيث تضاعفت الاسعار ثلاث مرات في ظرف وجيز وعوضا عن التدخل لضمان استمرارية مؤسسات الصحافة المكتوبة ضاعفت المعاليم الديوانية التي تدفعها المؤسسات من أجل اقتناء الورق وباقي مستلزمات الطباعة.
وامام هذا الواقع المرير والخطر الحقيقي الذي يتهدد كل الصحف في تونس تدعو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الى:
- تدخل عاجل من الدولة لدعم الورق والتوقف عن التعامل مع المؤسسات الاعلامية كمؤسسات ربحية.
- تفعيل برنامج تكفل الدولة بمساهمات الأعراف في الصناديق الاجتماعية خاصة في ظل الازمة المالية التي تمر بها الصحافة المكتوبة.
- تعزيز الاشتراكات العمومية من اجل المساهمة الفعلية في اعادة التوازنات المالية للمؤسسات المكتوبة الى سالف عهدها ولكي تتفادى توقف اصدار صحفها.
- تمتيع الصحافة الورقية بامتياز جبائي يمكنها من تجاوز ازمة غلاء اسعار الورق في العالم مثلما هو معمول به في اغلب الدول التي تشهد نفس الصعوبات.
- التعجيل ببعث الهيكل الخاص بتوزيع الاشهار العمومي وحث المؤسسات العمومية على خلاص ما تخلد بذمتها من ديون للصحف.
- دعوة كل الشركاء في القطاع الى وقفة جادة من اجل وضع برنامج إنقاذ يحول دون التفريط في الصحافة المكتوبة.
- ندعو الحكومة الى التعجيل بوضع برنامج لإنقاذ مؤسسات الصحافة المكتوبة العمومية والمصادرة التي تعيش ازمة لا تقل خطورة عن ازمة الصحافة المكتوبة الخاصة.
اخيرا يعبر المكتب التنفيذي عن استعداده الكامل لخوض كل التحركات التي من شأنها منع الانهيار القادم في قطاع الصحافة المكتوبة كما تدعو شركائها في القطاع الى تحرك عاجل من اجل انقاذ ما تبقى من الصحف وحفاظا أيضا على ما تبقى من تعدد وتنوع في المشهد.
عن المكتب التنفيذي
الرئيس
محمد ياسين الجلاصي
شارك رأيك