حول الصورة التي أثارت اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 جدلا واسعا من طرف رواد صفحات التواصل الاجتماعي، دونت الروائية و الأستاذة في الجامعات التونسية آمنة الرميلي ما يلي تحت عنوان : “قراءة في صورة سياسية”:
“الصورة وجه من وجوه الخطاب السياسي الدالّة، بل هي أكثر دلالة من الكلام أحيانا لانّها لا تتخفّى وراء اللعبة اللغوية وقدراتها الهائلة على الكذب. والصورة التي أمامنا لسياسيّ مهم من سياسيّي هذه المرحلة فقد كان على رأس وزارة العدل وكان مهندس القضاء طيلة عشر سنوات وكان رئيس كتلة النهضة داخل البرلمان يشرّع الأحكام ويدير دفّة الحكم مع حزبه الحاكم من 2011 إلى 2021. فماذا نرى؟
_ صورة من الفقر الذهني والفكري المدقع حين يتبارى السياسيون في أن يكون كلّ منهم أكثر شعبويّة من الآخر.
- صورة تكشف مدى الفراغ السياسي الذي تعيشه تونس اليوم، فراغ مفزع من أيّ برامج سياسية تقدّم للشعب وللبلد. تختزل هذا الفراغ دبّوزة الزيت التي يرفعها وزير القضاء سابقا والقياديّ النهضاوي الذي كان مصير البلد بقبضته.
- الصورة علامة على رداءة المشهد السياسي وتدنّيه وقبحه وحتى وساخته تمثّله حالة العلبة وهيأة حاملها.
- في الصورة يعلن البحيري ومن ورائه حركة النهضة إفلاسهم السياسي التام إذ لم نر في التاريخ السياسي التونسي خصما سياسيّا من الصف الأوّل يرفع علبة “زيت الحاكم” ليقول لخصمه إنك فشلت اقتصاديّا وجوّعت الشعب!
- أخيرا الصورة فيها كمية من الاحتذاء الغبيّ جدا، إذ يرفع نورالدين البحيري دبّوزة زيت صارخا في محاولة لتذكيرنا بصورة ذاك الرجل الذي كان يمسك خبزة في وجه بوليس بن علي في أحداث ثورة 2011. ولكن فات البحيري أنّ ذاك المواطن كان يدافع عن الخبز والحرية بالحق وليس بالنفاق السياسي كما يفعل البحيري، وأن ذاك المواطن رفع خبزته النظيفة بيدين لم تتلطّخا بالدم ولا بالسرقة”.
شارك رأيك