“تعوّدنا على الكثير من حرّيّة التعبير والتّنظّم والاحتجاج منذ ثورة الكرامة والحرّيّة-المستمرّة رغم كلّ الأنوف الكارهة لها- إلى حدّ أنّ ما نراه اليوم من عودة لمحاكمات الرّأي، ولتعقّب المعارضين، ولقوانين تكميم الأفواه، بتعلّة مقاومة الإشاعة…،
” هو مهزلة لا يمكن أن تدوم. ولا يمكن أن تدوم في وضع معيشيّ صعب، وفي حالة يأس وشلل.
أساند القضاة الذين يدافعون عن شرف مهنتهم، ويدفعون غاليا ومن أجسادهم ثمن مواجهتهم لآلة محاسبة كاريكاتوريّة لا تميّز ولا تترك مجالا للتّمييز بين الفاسد حقّا وغير الفاسد.
أساند رئيس جمعيّة القضاة، أنس الحمادي. لم أنس دموعه على الهواء وهو يدافع عن استقلال القضاء.
أساند غازي الشوّاشي وكلّ المعارضين للسلطة الحاكمة التي أراها تتحوّل إلى سلطة غاشمة ظالمة.
أساند الشباب الذي مازال يقبع في السّجون لأنّ القوانين القمعيّة السالبة للحرّيّة لم تتغيّر. أدعو إلى إطلاق سراح المخرج السينمائيّ عصام بوقرّة. أدعو إلى اعتماد العقوبات البديلة وترك السّجون للمجرمين والسفّاحين، فحسب.
سمعت ابواق دعاية ركيكة. رأيت مواكب غطرسة وتعال تذكّرنا بالعهد السابق.
لا أقبل ببرلمان مجرّد من وظائفه الدّنيا، ولا بقضاء يعتبر “وظيفة”، ولا بقانون انتخابيّ يلغي مبدأ التناصف. ولا أقبل بغياب الحوار والإنصات إلى كلّ المختلفين.
تونس اليوم ليست تونس 1987 يا أصحاب الحكمة الآثمة. حذار من الاغترار والمتعة بالسّلطة.
كاتبة هذه السطور مواطنة حرّة وصاحبة رأي وقلم، أولا وآخرا”.
شارك رأيك