تحت عنوان “نداء لحماة الحمى”، نشر فجر اليوم الاثنين رئيس الجمهورية الاسبق المنصف المرزوقي تدوينة إنتقد فيها سياسيات رئيس الجمهورية قيس سعيّد، معتبرا ان تونس على حافة الهوة وقد يسقط فيها الجميع.
وأشار المرزوقي أنه “كل القوى الديمقراطية، إن أرادت أن تكون على مستوى اللحظة التاريخية الدعوة من الآن للمقاومة المدنية السلمية أي للمظاهرات المستمرة في كل ارجاء البلاد وتأطيرها سياسيا حتى لا تكون انفجارات عنيفة وفوضوية أو مجرد حرائق القش وإنما مسارا”.
وفيما يلي نص النداء كاملا:
نداء لحماة الحمى
على حافة الهوّة التي قد نسقط فيها جميعا منقلب مهووس بدستوره المتخلف وقانون انتخاباته السخيفة ومراسيم قمعه التي لن تخيف أحدا … وعلى الحافة المقابلة شعب مهموم بقارورة الغاز والماء منهك بتفاقم الفقر وجنون الأسعار،
نحن أمام حالة وصفتها جريدة أجنبية بتواصل احتضار تونس نتيجة انهيار سياسي واجتماعي و اقتصادي لم تعرفه تونس يوما ولا حتى ابان ما يسميه المخادعون والمخدوعون “العشرية السوداء.”
الوضع غير قابل للتواصل ولن يتواصل طويلا.
-التسريبات حول النفقات السريالية ‘للرجل النظيف” رسالة وعلامة مسجلة من الدولة العميقة. كأنها غسلت يديها من المنقلب وتعدّ العقول والقلوب لطرده من قرطاج وطرح بديلها هي الذي قد يكون أسوأ من هذا السيء.
-أنصار المنقلب الأكثر ضجيجا يكتبون اليوم انه ليس فاشلا وانما هو عنوان الفشل. انتظروا مزيدا من قفز الفئران من باخرة على وشك الغرق.
-التحركات العفوية التي تتكاثر داخل العاصمة وخارجها تنذر بأن جوف البركان يغلي وأنه سينفجر طال الزمان أو قصر.
في هذه الحالة الاستثنائية واجب كل القوى الديمقراطية، إن أرادت أن تكون على مستوى اللحظة التاريخية الدعوة من الآن للمقاومة المدنية السلمية أي للمظاهرات المستمرة في كل ارجاء البلاد وتأطيرها سياسيا حتى لا تكون انفجارات عنيفة وفوضوية أو مجرد حرائق القش وإنما مسارا:
– لإسقاط نظام لا شرعي مرتين… أولا بالانقلاب… ثانيا بدستور تافه قاطعه ثلاثة أرباع الشعب،
– لانتصار الديمقراطية الوطنية على استبداد عميل اول ما فرّط فيه استقلال تونس وسمعتها ومكانتها في العالم،
– لقطع الطريق على سيناريو مصري أو سوداني قد يكون بصدد الطبخ،
– لاستئناف بناء دولة القانون والمؤسسات على قواعد سليمة نستمدها من تجاربنا وأخطائنا،
-لتثبيت استقرار حقيقي ينبع من انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها وفق الدستور الشرعي الوحيد للجمهورية،
– لإخراج الاقتصاد من غرفة الإنعاش الذي يحتضر فيها حاليا بانتظار حقنة جديدة من الديون القاصمة للظهر،
– لعودة البسمة إلى الوجوه الحزينة والأمل لشعب فقد كل ثقة في المستقبل،
فإلى مسؤولياتكم أيها الشباب –الضحية الأولى
أيها الوطنيون في كل مؤسسات الدولة وفي التنظيمات السياسية والقضية شرفكم الشخصي والمهني قبل أن تكون قضية وطنية ،
ويا شعب المواطنين في كل مدن وقرى واحياء تونس،
هلموا هلموا لإنقاذ وطن سلّمه المخدوعون للمخادعين في لحظة غفلة،
وها هي النتيجة التي يجب تداركها سريعا قبل أن يتّسع الخرق على الراقع.
منصف المرزوقي
الرئيس السابق للجمهورية التونسية
شارك رأيك