على وقع زيارات رسمية وتشريفية وأخرى للمجاملة يحظى بها الجناح التونسي بمعرض الرياض الدولي للكتاب، تتواصل فعاليات المعرض في يومه السادس الاثنين 3 أكتوبر 2022، حيث قام روائيون وكتاب من تونس إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى، بزيارة الجناح التونسي للإطلاع على أهم الإصدارات الأدبية والعلمية بالجناح.
وقد استقبل الجناح التونسي سمو الأميرة نوف بنت عبد الرحمن آل سعود وسمو الأميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود رئيس إدارة جمعية “فكرة” للإبتكار وريادة الأعمال الاجتماعية، وقامتا بالمناسبة بإختبار الزيارات الافتراضية للمعالم الأثرية والتاريخية لبلادنا وعبّرتا عن تفرّد هذه التجربة وثراء مضمونها الذي يعكس تاريخا وحضارة ضاربة في التاريخ.
كما اطلعت الضيفتان على محتوى بعض الكتب والدراسات القيمة الموجودة بالجناح، وبالمناسبة، عبرت الأميرة نوف عن مدى اهتمامها بالثقافة التونسية ومواكبتها لأهم مستجداتها والقضايا التي تطرحها.
كما قام الكاتب التونسي الحبيب السالمي بزيارة الجناح التونسي بمعرض الرياض الدولي للكتاب وهو المقيم في باريس منذ سنة 1985 وصاحب “روائح ماري كلير” و”نساء البساتين” و”الاشتياق إلى الجارة” هذه الروايات التي ترشح بعضها للقائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر ، فيما نالت رواية “الاشتياق إلى الجارة” جائزة كاتارا للرواية العربية.
وكان الكاتب والصحفي حسونة المصباحي أيضا من زوّار الجناح التونسي وكانت له لقاءات مع زملائه من الأدباء والروائيين على غرار الحبيب السالمي ونبيل قديش وجليلة طريطر وغيرهم.
وقد أصدر المصباحي عشر روايات، وأربع مجموعات قصصية ونال العديد من الجوائز الأدبية، كما ترجمت البعض من أعماله إلى الانڨليزية والألمانية والفرنسية.
وضمن البرنامج الثقافي الموازي انتظمت ندوة بعنوان “المالوف التونسي موروث عربي أم نتاج مع الآخر” بقاعة قرطاج من تقديم الفنان مكرم الانصاري وهو باحث في الموسيقى ومدير بيت المالوف بمسرح أوبرا تونس.
وقدم الأنصاري خلال هذه الندوة لمحة تاريخية عن مدى تأثر المالوف بعديد الحضارات فهو خلاصة للموروث الحضاري لإفريقية والمشرق والأندلس.
وعرّف الانصاري الطبوع التونسية التي ترادف كلمة “مقام” في المشرق العربي حيث نجد النوبة والفوندو والشغْل والبشرف.
واستمع الحضور لمقاطع من هذه الطبوع لمزيد تقريبها من الآذان والذّاكرة، ثم انتقل الانصاري إلى تطور المالوف ما بين فترتي الاستقلال وما بعده حيث يعود سبب انتشار المالوف إلى الجمعيات الموسيقية والزوايا والمجالس الثقافية، إلى جانب دور البارون رودولف ديرلنجي الذي شيّد قصر النجمة الزهراء لحفظ الذاكرة السماعية وتدعيم مكانتها، كما برز في وقت لاحق دور المعهد الرشيدي للمالوف وإسهامات الفنان الكبير خميس ترنان.
أما بعد الاستقلال فقد لعبت الارادة السياسية دورا في دعم حضور المالوف لدى عامة الشعب حيث أصبحت الموسيقى مادة تدرّس منذ تلك الفترة وإلى يومنا هذا، كما أشرفت الدولة التونسية على تدوين المالوف أو بما يسمى أسفار المالوف إلى جانب إنشاء المعاهد العليا ومتحف الآلات الموسيقية التونسية بمركز الموسيقى المتوسطية بالنجمة الزهراء.
أما في قاعة القيروان فقد أقيمت ندوة أخرى بعنوان “فعل الترجمة وسؤال المثاقفة” التي قدمها ثلاثة من أهم المختصّين في هذا المجال في تونس وهم الدكاترة: توفيق بن عامر المختص في الحضارة الإسلامية وعبد اللطيف
عبيد المختص في اللغة العربية وهو عضو سابق في اتحاد المترجمين العرب، وفي المنظمة العربية للترجمة ببيروت وفي اتحاد اللغة العربية بدمشق والقاهرة، و الدكتور فوزي البدوي وهو باحث تونسي وأستاذ الدّراسات اليهودية والعربية بالجامعة التونسية.
وطرحت الندوة العديد من التساؤلات من بينها سؤال المثاقفة وأي دور لها في زمن أقررنا فيه بتخلف البلدان العربية عن ركب الحضارة، وتم تعريف مصطلح المثاقفة الذي يرتكز على التأثير والتأثر وبالتالي إبراز كل أمة تفوقها العلمي والحضاري.
كما أكد المحاضرون على وجوب وضع إستراتيجيات رسمية يقوم عليها فعل الترجمة لتحديد الغايات منها ، إلى جانب أهمية تعريب التعليم خاصة فيما يتعلق بالمواد العلمية.
من ناحية أخرى تطرق الدكتور فوزي البدوي إلى ضرورة إعادة ترتيب علاقة العرب بدينهم إذ هناك دراسات متعددة تناقش الدين الإسلامي لم تحظ إلى الآن باهتمام العرب ولم تقم أية جهة رسمية بترجمتها.
شارك رأيك