تحت عنوان “هل يتجلطم الأكاديميّون التونسيّون على الكتابة الروائيّة؟” دوّن، اليوم الأربعاء 5 اكتوبر، شكري المبخوت الأستاذ الجامعي والأديب التونسي الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015، مقتطفات من حوار أجراه في الشرق الأوسط عن سؤال عن أثر المعرفة الأكاديميّة في نجاح بعض الروايات.
وفيما يلي نص الاجابة التي قدمها مبخوت في حواره المذكور:
“ذكّرني سؤالك بأخبار قديمة تُروى عن النحاة العرب. فقد كانوا بارعين لا محالة في علمهم باللغة؛ لكن هذه البراعة لم تمنعهم من اللحن عند الكلام. فالمعرفة النظريّة بالقواعد لا تعصم المتكلّم بالضرورة من الخطأ عند المخاطبة العاديّة. وقياساً عليه، فإنّ المعرفة بنقد الرواية لا تعني آليّاً إنتاج نصّ ناجح يلقى حظوة لدى القرّاء على الأقلّ. ولو كان الأمر كذلك لقدّم المحرّرون الأدبيّون في كبرى دور النشر العالميّة إلى القرّاء كلّ يوم آلافاً من الأعمال التي تلقى رواجاً كبيراً (مسألة البيست سيلر).
ما أستطيع قوله وأنا مطمئنّ: إنّ المعرفة النقديّة الأكاديميّة في علاقتها بالسرد الروائي ينبغي أن ننظر إليها على أنها جزء فقط من خبرة الروائي باللغة والمجتمع والنفسيّات… إلخ، وليست محدّداً للنجاح الأدبي، مع لطف الإشارة إلى أن الرواية في عصرنا لم تعد حكياً لقصّة مشوّقة فحسب؛ بل أصبحت تحمل معرفة ما وتنتجها أيضاً.”
شارك رأيك