تُوّج الفيلم الوثائقي “الرجل الذي أصبح متحفا” لمروان الطرابلسي بجائزة أفضل فيلم وثائقي في المسابقة الدولية للفيلم الوثائقي في الشاشات السوداء في الكامرون (من 1 الى 8أكتوبر 2022).
وهذه الجائزة هي السادسة لفيلم “الرجل الذي أصبح متحفا”، إذ سبق له الفوز بجائزة الأركانة البرنزية في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في المهرجان السينمائي الدولي للفيلم عن الفن بمدينة أغادير المغربية (2022) وجائزة أفضل شريط وثائقي في مهرجان مينا السينمائي بلاهاي في هولندا (2020)، بالإضافة إلى الحصول على ثلاث جوائز في اختتام المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبقة المغربية (2019)، وهي “أفضل إخراج” و”جائزة النقد” وكذلك جائزة “الغرفة المغربية للفيلم الوثائقي”.
ويعدّ “الرجل الذي أصبح متحفا” أول وثائقي طويل في رصيد مروان الطرابلسي، ويحكي قصة فنان منعزل عن العالم، هو الفنان علي عيسى الذي يعيش في عالمه الخاص والاستثنائي.
ويركّز مروان الطرابلسي، لمدة ساعة تقريبا، جلّ اهتمامه على “المنزل-المتحف” الذي يعيش فيه الفنان متعدد المهارات علي عيسى، إذ يروي الفيلم قصة “الرجل الذي أصبح متحفا”، وهو الشخصية الرئيسية للوثائقي الذي قدمه المخرج في صورة” الفنان المدمن على جمع الأشياء التي تساعده على تكوين تحفه الفنية ومراكمتها شيئا فشيئا في منزله”.وكان الطرابلسي تحدّث سابقا في تصريح لـ”وات” عن فكرة إنجاز هذا الشريط التي انطلقت من لقاء مع الفنان علي عيسى سنة 2009 خلال ملتقى هرقلة السينمائي . ثم بدأ التصوير سنة 2015 ودام أربع سنوات مشددا على أنه أراد من خلال هذا الشريط أن يسلط الضوء على مسيرة الفنان علي عيسى ومقاربته للفن ورؤيته الجمالية.
ويتقاطع بورتريه هذا الفنان مع الفكرة الجمالية للمخرج والفنان التشكيلي مروان الطرابلسي الذي يعلنها مباشرة منذ بداية الشريط : “هذا الفيلم يشبهني”.
في هذا الوثائقي تلتقي حكاية الفنان مع النظرة الجمالية للمخرج والمصور الفوتوغرافي مروان الطرابلسي إذ أن “صور الفيلم تمثل أثرا معيشا وذاكرة مصورة للزمن” كما يقول المخرج، وهو في ذلك يلتقي مع ما قاله بطل الشريط الفنان علي عيسى لدى حديثه عن عمله الفني : “أنا هاوي جمع قطع فنية من الزمن الماضي والحاضر. فأنا أجمع أشياءكم المُكسّرة والمتروكة أو المنسية وأمنحها حياة جديدة”.
وتمّ عرض هذا الفيلم للمرّة الأولى في تونس خلال فعاليات أيام قرطاج السينمائية 2019.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان التشكيلي علي عيسى قد تفطّن إليه جيرانه يوم 19 ديسمبر 2019 مفارقا الحياة عن سن تناهز 83 عاما في بيته حيث اتخذه أيضا ورشة لتصميم أعماله الفنية ونسج إبداعاته التشكيلية.
وتوّج الفقيد مسيرته الفنية الطويلة بعدد هام من الجوائز المحلية والعالمية من فرنسا وإيطاليا وكندا، منها الميدالية الذهبية للمهرجان الدولي للرسم بتونس سنة 1992 والميدالية الفخرية عن أكاديمية باريس الشرقية للفنون البصرية والتشكيلية سنة 1986، وتتويجا ثانيا عن الأكاديمية الدولية بمارينا الإيطالية، وفق وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).
هذا و علق مروان الطرابلسي بما يلي على هذا التتويج:
“الفيلم الذي يشبهني ” الرجل الذي اصبح متحفا” يفوز بافضل فيلم وثائقي في المسابقة الدولية للفيلم الوثائقي في الشاشات السوداء في الكامرون، علي عيسى يحمل راية تونس غالبا، الجائزة السادسة في رصيده في قارته المفضلة افريقيا، يعيش الفيلم فينا ومعنا، كن صادقاً فيما تفعل، منسجما مع ذاتك وستصل للعالمية، مشوار الفيلم مازال متواصل الشهر القادم في الجزائر والمغرب، يحيي علي عيسا فينا ويواصل في السفر بروحه بيننا، ذاكرتنا التشكيلية، ذاكرتنا الوطنية، الفيلم التونسي الوحيد الفائز بالجائة الكبرى للمهرجان راهنو على الثقافة لتغيير الشعوب، أزرعو الحب وانشروه بينكم، فالسينما هي مرئاة لارواحكم، كونو صادقين ما استطعتم …مازال المشوار متواصلا للرجل الذي اصبح متحفا، مازال الفن حي فينا….
يوندي الكامرون
8 اوكتوبر 2022″، وفق ما نشره مروان الطرابلسي على صفحته الخاصة بالفايسبوك.
شارك رأيك