يلفّ الغموض مستقبل الطلبة التونسيين العائدين من كليات الطب بأوكرانيا الذين يطالبون بادماجهم في كليات الطب التونسية بعد أن سمحت لهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باجراء التربصات بالمستشفيات التونسية، فيما تعتبر الوزارة، أن مسألة الادماج غير ممكنة.
وقد صرّح عدد من هؤلاء الطلبة لـ(وات) أمس الأربعاء 12 أكتوبر 2022، بأن توسع القصف جراء الحرب الروسية الأوكرانية ينذر بتوقف الدراسة عن بعد بالجامعات الأوكرانية نتيجة استهداف المولدّات الكهربائية وامكانية توقف شبكة الأنرتنيت بهذا البلد الأوروبي.
وقال الطالب شهاب عون، انه يواصل دراسة السنة الثانية في اختصاص الطب العام عن بعد بجامعة دينيبرو الأوكرانية، لافتا، الى أنه تلقى الدعوة لانجاز تربصه بالمستشفى الجامعي بسهلول بسوسة غير أنه أكد خشيته من أن يؤدي توسّع القصف على مدينة دينيبرو ثالث أكبر المدن بأوكرانيا الى توقف الدراسة عن بعد.
وذكر أن الطلبة العائدين الى تونس يواجهون صعوبة في التواصل مع الجامعات الأوكرانية، فكثافة القصف عطّلت عملية الدراسة والترسيم بهذه الجامعات، مشيرا، الى أن القصف العسكري يمكن أن يستهدف مولّدات للطاقة الكهربائية وكذلك البنية التحتية للأنترنيت.
ويتأرجح الطلبة التونسيين العائدون الذين يدرسون في الاختصاصات الطبية بأوكرانيا بين الالتحاق بتربصاتهم في المؤسسات الصحية بتونس ومصيرهم الدراسي العالق الذي يفرض إتمام الجانب النظري من تكوينهم الطبي، ذلك أن عدم تمكنهم من الدراسة عن بعد يمكن أن يخلق اضطرابا في مسارهم الجامعي، وفق ما بينه الطالب في اختصاص الطب محمد عزيز العود.
واعتبر المتحدث أن إدماج هؤلاء الطلبة أمر ممكن بالنظر الى أن الاشكال يتمثل في وجود ظرف استنثائي وانساني حتّمته الحرب الدائرة هناك.
ورأى محمد عزيز العود، الذي يدرس عن بعد في السنة الرابعة باختصاص الطب العام بجامعة أوديسا الأوكرانية، ان اجراء تمكين الطلبة من اجراء التربصات بالمؤسسات الصحية التونسية أمر جيد للطلبة العائدين لكنه اعتبر أنه من الضروري أن يترافق مع حل نهائي يتمثل في الادماج بالمؤسسات الصحية.
وأشار الى أن مقترحات الحلول يمكن أن تشمل إجراء مناظرة للالتحاق بكليات الطب التونسية وبناء على نتائجها يقع تحديد المسار العلمي ففي حالة النجاح يلتحق الطالب بالمستوى التعليمي أقل بسنتين مما هو عليه بالجامعات الأوكرانية على اعتبار أن المتخرج من كليات الطب الأوكرانية يحتاج الى عامين لاجراء معادلة الشهادة في تونس.
وكشف أن التقديرات، تشير الى أن عدد الطلبة في الاختصاصات الطبية المشمولين باتمام الدراسة في الاختصاصات الطبية في حدود 500 طالب ويمكن ان يتم توزيعهم على مختلف المستويات التعليمية، ملاحظا أن عدد الطلبة العائدين من الدراسة في الاختصاصات الطبية كان يبلغ أكثر من 600 وانخفض بالنظر الى تخرج دفعة منهم واختيار آخرين الالتحاق بجامعات أوروبية أخرى غير أوكرانية.
وتتباين الأرقام المقدمة حول عدد هؤلاء الطلبة، بين الوزارة من جهة التي أفادت أن عددهم يصل الى 900 وجمعية الجالية التونسية بأوكرانيا التي تشير معطياتها الى وجود 800 طالب تونسي مرسمين بجامعات تدرّس الطب في أوكرانيا.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنصف بوكثير، صرح بالقول إنه من المستحيل إدماج كل الطلبة التونسيين الذين كانوا يدرسون الطب في أوكرانيا، في كليات الطب في تونس وذلك لمحدودية طاقة استيعابها.
شارك رأيك