افتتحت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي اليوم الجمعة 14 أكتوبر 2022 الملتقى الأدبي التونسي الذي تنظمه الوزارة في إطار فعاليات الأسبوع العالمي للرّواية بباريس، والذي جاء قرار إدراجه ضمن الأيام والأسابيع العالمية التي تحتفي بها المجموعة الدّولية على إثر طلب تقدّمت به الجمهورية التونسية للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وحظي بالقبول خلال الدورة 112 للمجلس التنفيذي لليونسكو، ثمّ اعتماده من قبل الجمعية العامة في نوفمبر من سنة 2021.
وقد ألقت الدكتورة حياة قطاط القرمازي كلمة بمقر اليونسكو بحضور كلّ من مساعد المديرة العامة لليونسكو السيد “ارنستو راميناز” ومدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) السيد محمد ولد أعمر والمدير العام للمؤسسة العامة الحي الثقافي “كتارا” السيد خالد بن ابراهيم السليطي.
وأعربت الوزيرة عن عميق شكرها وامتنانها لكل السّاهرين على تنفيذ هذا الحدث الأدبي العالمي الهامّ، منوّهة بالجهود التونسية والعربية المشتركة لجعل حلم الاحتفاء بالرواية العربية عالميا واقعا ملموسا، وأفادت أنّ سبب اختيار وزارة الشؤون الثقافية للأسبوع الثاني من شهر أكتوبر كموعد سنوي قارّ لهذه التظاهرة للاحتفاء بالرواية يعود لتزامن هذا الأسبوع مع منح مؤسسة نوبل للجوائز، جائزتها الخاصة بالأدب في مثل هذا التوقيت ، وقد سبق للرواية العربية أن عاشت فرحة نيل جائزة نوبل للآداب مع تتويج الروائي العربي العالمي نجيب محفوظ الذي قال لكل الروائيين العرب “أنّ لا شيء مستحيل”، وكان لابد من البحث عن منافذ لتصدير الرواية العربية إلى العالم إيمانا بقيمة هذا الفن وقدرته على التفرّد.
وتوجّهت الوزيرة بكلمات الشكر أيضا إلى كل الرّوائيين التونسيين والعرب أينما كانوا، مثنية على جهود كلّ من اليونسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والمؤسسة العامة للحيّ الثقافي “كتارا”، ولكلّ الدّاعمين لفكرة تأسيس هذا الأسبوع العالمي، متمنّية مزيدا من التألق لفنّ الرّواية ولكلّ من يُساهم في صُنع أجنحة لمعانيها ومعارفها، بدءا من الفكرة والخيال، مرورا بالنّشر والتوزيع، ووصولا إلى الترجمة والنقل إلى اللغات العالمية لتنتشر روايات الروائيّين في العالم بأسره.
ويهدف هذا الموعد العالمي الأول إلى التأكيد على أهمية الرواية كمحمل معرفي وفكري يعكس تنوع وثراء الإبداع البشري وهو ما يتماشى مع مقاربة وزارة الشؤون الثقافية لهذا اللون الأدبي كصناعة ثقافية واعدة باعتبار العلاقة المتينة بين الرواية وغيرها من التعبيرات الفنية كالسينما والدراما والمسرح.
من جهته نوّه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالمكانة التي تحتلّها الرواية في الثقافة العالمية سواء من خلال محتواها أو من خلال جماليات أسلوﺑﻬا الأدبي وحبكتها الفنية، والاحتفال بالرواية كنوع أدبي هو احتفاء بإنسانية الإنسان وبقوة الكلمة المكتوبة، مضيفا أن الألكسو ستستمرّ في الدفاع عن الإبداع والتنوع والمساواة والحق في الانتفاع بالمعارف للجميع، كما ستسمر في دعم ورعاية المبدعين والكتاب والروائيين في الوطن العربية ضمن خطتها الاستيراتيجية والتزامات العقد العربي للحق الثقافي والعمل الوثيق مع شركائها من وزارات الثقافة بالدول العربية والمؤسسات الثقافية والمنظمات الدولية والإقليمية على تشجيع الحوار والتواصل بين الثقافات من أجل ضمان تبادل ثقافي أكثر كثافة وتوازنا بين الشعوب والثقافات دعما للتفاهم و السلام بين كل البشرية.
وقدّمت وزارة الشؤون الثقافية خلال يومي 13 و14 أكتوبر وبمناسبة تنظيم الدورة التأسيسية للأسبوع العالمي للرواية برنامجا فكريا وثقافيا مميزا حيث قُدّمت ندوة بعنوان “عالمية الرواية والترجمة” بمشاركة كل من الناقد والمترجم عز الدين عناية والروائي الحبيب السالمي والمترجم البشير قربوج والناشر والمترجم فاروق مردم بيك، الى جانب عرض شريط سينمائي لإبراهيم باباي بعنوان “وغدا”.
كما انتظمت ندوة ثانية اليوم الجمعة 14 اكتوبر 2022 حول “أعمال نجيب محفوظ الروائية” بمشاركة كل من الناقد عبدو وازن وأمير تاج السر وعلي المقري وفتحية دبش، فضلا عن اللقاء مع الكاتب الفرنسي ماتياس اينار المتحصل على جائزة غونكور ليتم إثر ذلك تكريمه.
هذا إلى جانب تقديم وصلات موسيقية للعازف عطيل معاوي وعرض لشريط “اللص والكلاب” عن رواية نجيب محفوظ.
شارك رأيك