أصبحت القيروان وريثة قرطاج بعد الفتح الإسلامي، أكبر مركز لصناعة الخزف والفخار بإفريقية، وانتشرت فيها الأساليب والأنماط التي كان منبعها دمشق ثم بغداد…
وابتكر المسلمون بداية القرن 3ه / 9م فنون استعمال أكاسيد المعدن لطلاء الأواني الفخارية وبلاطات الزليج المعروفة في المشرق بالقاشاني وزخرفتها بالألوان المتعدّدة والبراقة فحذفوها وكانت من مفاخرهم العلمية، ولم تنتشر هذه الصناعة في أوروبا إلا بعد خمسة قرون من ذلك. وقد عرفت مدينة القيروان هذا النوع من الخزف ذي البريق المعدني منذ القرن 4 ه / 10 م على الأقل.
ومنذ العهد الأغلبي اختصّت إفريقية بخزف يمتاز بأرضية قد طليت بأصفر أكسيد الرصاص بينما أستعمل أخضر أكسيد النحاس لملء الأشكال الزخرفية والبني لإحاطتها. وأما من حيث الأشكال فأبرز ما يختص به هذا الخزف هو استعمال الكتابات الكوفية في أشرطة وأطر يملأ بها داخل الصحن أو خارج الجرة وقد تتكرر فيها كلمة الملك إلى جانب الزخارف النباتيّة و التصاوير الحيوانية المجردة تجريدا کاملا بحيث تأخذ أحيانا أشكالا هندسية يصعب تشخيصها.
- المصدر: كتاب: كنوز القيروان
- نص: مراد الرماح
*إنجاز: وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ـ 2009
شارك رأيك