ليس سرا أن نقطة الالتقاء عند خصوم السيدة عبير موسي من حركة النهضة إلى قيس سعيد إلى أحزاب اليسار إلى كثير من وسائل الإعلام هي الغيرة الواضحة و الحقد الأعمى الذي يجعلهم يبحثون و ينبشون طمعا في العثور على شبه دليل يصنعون منه حكم إدانة لهذا الرقم الصعب في الساحة السياسية.
بقلم أحمد الحباسي
منذ فترة غير قليلة تعالت عديد الأصوات النسائية بالنقد و التشويه و السخرية ضد رئيسة الحزب الدستوري الحر الأستاذة عبير موسي، الأمر لم يكن طبيعيا بالمرة لأن هذه السيدة لم تدخل في خصومة أو نقاش مع هؤلاء السيدات و لم تكن تنشط في مجالهن أو لها علاقة من قريب أو من بعيد بالأسباب التي دفعتهن إلى كل هذه الغيرة و الحقد.
خذ مثلا المحامية سنية الدهماني أو زميلاتها وفاء الشاذلي و ليلى الحداد و سامية عبّو و طالع مضمون تصريحاتهن شبه اليومية التي تتعرض لرئيسة الحزب الدستوري الحر و حاول أن تجد مبررا معقولا لحدة الهجوم أو لكل هذا الحقد الأعمى المسلط على تصرفات هذه السيدة فسوف تجد في النهاية أن هناك أمر مريب و سلوك مشين و تهجّم سليط بدون مبرر.
الحسود يتمنى زوال النعمة على غيره
في الحقيقة ما يجمع كافة من ذكرت و من لم أذكر هي نار الغيرة و الحقد لا أكثر و لا أقل التي تدفعهن دفعا إلى البحث عن كل الطرق الخبيثة و اللئيمة للقضاء سياسيا و معنويا و أخلاقيا على الأستاذة عبير موسى و إظهارها في صورة سيئة و إذا كانت الغيرة التي تتملك هذه السيدات شعورا شبه طبيعي من الممكن أن تطال أية نفسية مهزوزة فإن الحسد أشد قسوة و شعور مرضى لأن الشخص المبتلى بنار الحسد لا يخجل أن يتمنى زوال النعمة على غيره و لما لا تعرضه لفضيحة تمس من عائلته و تشوّه سمعته تضطره إلى الانسحاب من الحياة السياسية.
لعل نجاح الأستاذة عبير موسي في تكوين حزب يعتبر الأول في استطلاعات الرأي في ظرف وجيز و دخول البرلمان السابق بكتلة وازنة و إسقاط حاجز الخوف الذي زرعته حركة النهضة في تونس ثم ضرب الصنم الأكبر المتمثل في مرشد الإخوان الشيخ راشد الخريجي الغنوشي في مقتل ثم الوقوف فى وجه مؤامرة الاستيلاء على كافة السلطات من الرئيس قيس سعيد قد جعلت هذه الزمرة تفقد أعصابها و تلجأ إلى حملات السخرية و التشويه.
ما يحدث لا علاقة له بحرية التعبير أو النقد بل هي حالة مرضية مستعصية جعلت هؤلاء السيدات يكشفن عن حالة عداء تؤكد أنهن فقدن الثقة بأنفسهن و المعلوم أن السيدة التي تفقد الثقة بنفسها تحقد على كل امرأة تتحلى بهذه الصفة.
الرقم الصعب على الساحة السياسية
الأستاذة عبير موسي سياسية ناجحة لها قدرة عجيبة على الارتجال و البلاغة و الإقناع و جلب الانتباه و المواظبة و الإصرار، هذه الصفات لا نجدها عند منافسيها نساء و رجالا على حد سواء و نتائج استطلاعات الرأي تؤكد هذا الاستنتاج بصورة دورية متواصلة بل لنقل بمنتهى الموضوعية. إن تحالف الأضداد لتشويه هذه السيدة هو أقوى دليل على كونها قد أصبحت تمثل رقما صعبا على الساحة السياسية.
ليس سرا أن نقطة الالتقاء عند خصوم السيد عبير موسي من النهضة إلى قيس سعيد إلى أحزاب اليسار إلى كثير من وسائل الإعلام هي الغيرة الواضحة و الحقد الأعمى الذي يجعلهم يبحثون و ينبشون طمعا في العثور على شبه دليل يصنعون منه حكم إدانة.
يقال أن رزق الحاسد عند المحسود و غني عن البيان أن ما تتعرض إليه السيدة عبير موسي من حملات يومية قد زادت من شعبيتها و تزايد أعداد المنتسبين إلى حزبها و هذا دليل آخر على فشل كل المعارضين لهذه السيدة في مواجهتها على الميدان أو في ساحات الإعلام إذ لا ننسى أنها قد تحدت أكبر رأسين في البلاد و هما السيد راشد الغنوشي و السيد قيس سعيد و طرحت عليهما فكرة مناظرة تلفزيونية يتم فيها طرح كل الأسئلة وترك الحكم للمتابعين لتقييم الأداء و مدى الاقتناع بأي من هذه الأطراف المتبارزة لكن مطلبها قوبل بالرفض و التعتيم.
بطبيعة الحال يمثل رفض الرجلين جوابا صريحا و موقفا واضحا يعبر عن تخوفهما وعدم قدرتهما على مواجهة شخصية سياسية مقتدرة بحجم السيدة عبير موسي و إذا كان الحال كذلك فمن المنطقي أن لا يمثل بقية القائمين على حملات التشويه أي وزن لا فرادى و لا مجتمعين.
يقال أيضا “الغيرة تذهب الشيرة” و لذلك من الطبيعي أن تبقى كل حملات التشويه بلا فائدة أو مردود خاصة و قد عجز أصحابها مجتمعين على مواجهة المشروع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي طرحه الحزب مما يؤكد افتقار الساحة السياسية إلى قامات سياسية وازنة قادرة على مناقشة برامج خصمها بدل العمل على تشويهه بطرق غير شريفة.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك