قيس سعيّد في جربة أمام مطالبات رفع المستوى الإداري للجزيرة إلى ولاية رقم 25

عندما حلّ رئيس الجمهورية التونسية في جزيرة جربة نهاية الأسبوع الماضي وجال بين أفراد الشعب في أحواز القرية التراثية والقرية الفرنكوفونية التي شُيدت بمناسبة القمة الفرنكوفونية كانت هناك هتافات تطالبه بالنظر في رفع المستوى الإداري لهذه الجزيرة إلى ولاية رقم 25 تنعم بجميع الخدمات الأساسية.


بقلم فوزي بن يونس بن حديد

تشهد جزيرة جربة هذه الأيام حركة غير عادية على جميع المستويات لاحتضانها القمة الفرنكوفونية يومي 19 و 20 نوفكبر 2022 بحضور السيد قيس سعيّد، رئيس الجمهورية التونسية، وهي قمة عالمية يحضرها رؤساء دول وحكومات وممثلون عن دول تتحدث اللغة الفرنسية، وهي مناسبة لبث المشاكل التي تعاني منها بعض الدول والصعوبات التي تحول دون تجاوزها وتحقيق حلم الشعوب في النهوض باقتصاد البلدان المنتمية تحت قبة القمة.

وقد بدت جزيرة جربة وهي في عنفوان الاحتفال بهذه المناسبة ثكنة عسكرية لتأمين القمة والحاضرين إليها من أي اعتداء قد يقع أو تجاوزات من أي جهة من الجهات، ودرءا لأي مفاجآت قد تحدث، حتى إن بعض الأهالي تذمروا من هذه الإجراءات لأنها حدّت من تحركاتهم وأخضعتهم للتفتيش في كل نقطة أقامها الجيش التونسي بالتعاون مع الشرطة والجهات الأمنية الأخرى.

تناغم حضاري وتاريخي

لكن الوجه الآخر الذي بدا أكثر جذبا للجمهور التونسي والزائرين إلى جزيرة جربة، تلك المنطقة الهادئة الوادعة التي تنعم بالأمن والهدوء والسكينة والتاريخ والحضارة، والتنظيم الرائع والبهيج، تمثل في القرية التراثية والحرفية لعرض المنتوجات الجربية والعالمية وذلك التصوير الحركي والفوتوغرافي والتشكيلي على البنايات تُظهر براعة الجربي في عرض تاريخه وتقاليده وأعرافه التي ما زال يتمسك بها إلى اليوم.

وفي ظل هذا التناغم الحضاري والتاريخي تعيش الجزيرة أجواء من الاحتفالات الفرنكوفونية مع أهازيج من الفن الشعبي والتقليدي واللباس الجربي الأصيل والعادات التي تربّى عليها الجربيون ومازالوا متمسّكين بها إلى اليوم كبارا وصغارا ونساء شكلت نموذجا رائعا أمام جميع من زاروا جربة في كل المناسبات والمواسم، وعلى هذا أرادت تونس أن تحتضن القمة في منطقة بعيدا

عن الضجيج والتلوث الصناعي، فكانت جزيرة جربة هي الحاضنة المناسبة لها إذ يستنشق الجميع الهواء النظيف العليل ويستمتعون بالأجواء الرائعة المثالية حيث السكون والهدوء والتاريخ والحضارة.

جزيرة جربة تحتاج فعلا إلى نهضة

وعندما حلّ رئيس الجمهورية التونسية في جزيرة جربة وجال بين أفراد الشعب في أحواز القرية التراثية والقرية الفرنكوفونية التي شُيدت بهذه المناسبة الكبيرة كانت هناك هتافات تطالبه بالنظر في رفع المستوى الإداري لهذه الجزيرة إلى ولاية رقم 25 تنعم بجميع الخدمات الأساسية، وقد سبق للجنة التنسيقية التي شُكلت لهذا الغرض أن قدمت ملفا متكاملا للحكومة يضم كل الجوانب القانونية والأخلاقية وتوافر جميع الشروط من أجل أن تحصل الجزيرة على لقب ولاية، ولعل هذه المناسبة فرصة كبيرة لا ينبغي أن يفوّتها الجربيون لتقديم ما يلزم من مستندات إلى رئيس الجمهورية مباشرة للنظر في هذا الملف. ومثل هذه المناسبات مهمّة لعرض بعض المطالبات التي مازالت عالقة ولم تدخل حيز التطبيق كالخدمات الأساسية وما يتعلق بالحياة الاجتماعية للمواطنين، فجزيرة جربة ظلت تعاني ومازالت من نقص شديد في كل الخدمات مما جعلها تتبع ولاية مدنين طوال الفترة الماضية وتأمل في أن تكون ولاية بمفردها بحكم موقعها الجغرافي ونموّ مواردها البشرية.

وأعتقد أن رئيس الجمهورية يعي جيدا أن جزيرة جربة تحتاج فعلا إلى نهضة في الخدمات الأساسية ولا يتأتى ذلك إلا بإنشاء مرسوم رئاسي يرفع مستوى الإداري إلى ولاية فتحظى بما تحظى به جميع الولايات الأخرى من مؤسسات قضائية وصحية وتعليمية وخدماتية أساسية لينعم المواطنون فيها وتنتهي معاناتهم التي استمرت عقودا من الزمان.

نأمل أن يكون الصوت قد وصل إلى رئاسة الجمهورية عبر هذه المطالبات المشروعة التي مازال الجربي يؤكد عليها في كل المناسبات من خلال ما يقوم به من فعاليات تطرح المشكلة وتقترح الحلول المناسبة لرفع قيمة المنطقة إلى مستوى مقبول.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.