في تدوينة نشرها الأحد 4 ديسمبر 2022 على صفحته بالفايسوك، الصادق شعبان، وزير العدل و وزير التعليم العالي في عهد بن علي يعبر عن رأيه في المشهد السياسي الحالي و عن الحملات الانتخابية و يكتب تحت عنوان “سوف نبقى نصحح”…
“عدلنا الكثير في المنظومة السياسية ، و في التعديل اشياء هامة ، لكن الأخطاء بقيت ، و عديد السلوكيات يجب ان تتغير ، و سوف نضيع للاسف وقتا اخر للتصحيح …
التصويت على الافراد هو النظام الأفضل لتونس في هذه المرحلة السياسية … و انا مقتنع بذلك …
و التصويت على الأفراد هو الأصل في الديمقراطيات ، و تعمل به اليوم بريطانيا و الولايات المتحدة و كندا و اغلب الانظمة الانقلوسكسونية ، و كذلك فرنسا …
غير ان بعض التفاصيل التي وردت بشان التصويت على الافراد نزعت عنه بعض ايجابياته و ربما اهمها …
دعوت مرارا و تكرارا لتفادي هذه التفاصيل ، لكن شيئا لم يحصل …
لذا ، لا اعتقد ان نظام التصويت الجديد سوف ينتج مشهدا سياسيا افضل …
سوف نحتاج إلى تصحيحات اخرى في نظام الحكم ، حتى تستوي الامور … فالامور لا تستوى دون استقرار و دون أداء حوكمي رفيع ، و المناخ السياسي يبقى دائما المؤثر في تحقيق الاقتصاد القوي و في تعميم الرفاه الاجتماعي …
كنت أعتقد ان البرلمان الجديد سوف ينتج كتلا برلمانية قوية تكون الانطلاقة لاحزاب جديدة … لكن هذا لن يكون … او لن يكون كما تمنيناه … و الاحزاب الناشئة لن تكون بالصورة التي نريد …
لن يكون البرلمانيون الجدد في جهاتهم الشخصيات المحلية السياسية الأكثر أهمية و لا الأشد فاعلية … ربما البعض فقط و هم قلة …
الأهم هو اننا لن نقدر بهذه التركيبة الجديدة على إرجاع الثقة في الدولة و في العملية الديقراطية ككل … و الاداء سوف يكون ضعيفا … فهذا هو بيت القصيد : الثقة في النظام ، و الاداء الجيّد …
التفاصيل افسدت الاصل ، و حالت دون استقطاب افضل الكفاءات … من هذه التفاصيل :
1 – اشتراط عدم الجمع مع مهن اخرى ! هذا الشرط حرم البرلمان من افضل المترشحين و هم الناجحين في مهنهم و أصحاب الرأي و المشاريع ، و جلب من لا مهنة لهم أو لا نجاح لهم في مهنتهم أو من هم يريدون جعل السياسة مهنة جديدة ( أو بالاحرى اداة استرزاق جديدة ) ،
2 – اشتراط 400 تزكية لكل مترشح ( معرف بها نصفها نساء و ثلثها شباب ) ! … هذا شرط ازاح وجوها اخرى هامة ، أولئك الذين تبحث السياسة عنهم و لا يبحثون عن السياسة … غير المتعودين بالكمبنة السياسية … أو غير القابلين للتسول من أجل المنصب …
3 – اشتراط الفردية المطلقة في المترشحين دون الاستعانة بالاحزاب ! هذا الشرط فتّت الترشح و غيّب كل التصورات الكبرى المشتركة و أضعف مستوى الحملة و جعل بعض الصور كاراكوزية … فلا تنافس جدي دون تهيكل حزبي … و هذا صحيح الان او في المستقبل …
إدارة الدول ليست سهلة … و إدارة التحول أصعب…
أ.د الصادق شعبان”.
شارك رأيك