“تلميذ التاسعة أساسي أنهى أسبوعه المغلق بمعهد الدغرة بالقصرين .. و بحكم عدم وجود حافلة أو نقل مدرسي تمكنه من العودة إلى منزله بفج بوحسين التي تبعد 15 كلمتر أجبرته قساوة الظروف على الركوب في صندوق خلفي لشاحنة خفيفة مارّة من المكان…
“و بينما كانت الشاحنة تسير و في طريق كله مطبات و حفر كما هو في الصورة الثانية (طريق على الورق فقط) و اثر مرور الشاحنة بإحدى الحفر سقط الطفل و أصيب إصابات خطيرة على الرّأس أودت بحياته بعد يومين بمستشفى القصرين.
توجهت مساء اليوم لهذه المنطقة التي اعرفها مسبقا لتقديم واجب العزاء لاهلي و اصدقائي و عاينت وجوه الناس القانعة بمشيئة الله و قدره و الحالمة بوطن يكفل كرامتهم، وطن يدرس فيه فلذات اكبادهم بكرامة.
وطن ينصف منطقة فج بو حسين التي عانت من الحصار بحكم موجة الارهاب طيلة عشرية كاملة لتواجدها عند سفح جبل الشعانبي، منطقة تفتقر لكل شيئ، طريق اصبحت تشكل خطرا على مستعمليها، انعدام كلّي للنقل المدرسي و النقل العمومي، غياب الماء الصالح للشراب، غياب معهد تعليم اساسي، مدرسة غير لائقة.
هي قرية تونسية على الورق فقط.
عذرا محمد تقي.
عذرا انت لست “تلميذ معهد الفنون بالعمران ” ليقيم عليك الإعلام الدنيا و لا يقعدها، انت من أبناء شعب الجبال و الفيافي و القرى المنسية انت ضحية الإهمال و الحقرة و التهميش.
كيف لا تموت و انت تسلك هذا الطريق.
رحمك الله و اسكنك فسيح جنانه و كسر اضلع من تهاون في توفير الظروف الملائمة لك و لغيرك من تلامذة أرياف القصرين المنسية.
- من يتحمل المسؤولية ….؟؟
@tout le monde” - كتب النص هشام العكاري
شارك رأيك