علق استاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك، القيادي في جبهة الخلاص الوطني مساء اليوم السبت 17 ديسمبر 2022 على النتائج الهزيلة للانتخابات (بنسبة 8.8%) بما يلي وفق ما تشره في التدوينة التالية على صفحات التواصل الاجتماعي:
“يوم عظيم وتاريخي شكرا لشعب تونس الذي انهى المسرحيّة وحسم الأمر وترك المنقلب في أضيق الزوايا مكوّما على نفسه وحيدا.
الآن بعد هذه الرسالة الواضحة الجليّة التي ارسلها الشعب برمّته بالمقاطعة الشاملة لمسار الرداءة والعبث لم يعد مجال ليواصل المنقلب قيادة البلاد الى هلاكها.
هذه الرسالة موجّهة اساسا للدولة واجهزتها وللمنتظم السياسي والمدني بتحمّل مسؤولياتهم في منع الانهيار الشامل قبل فوات الاوان بوضع حدّ لهذه المغامرة الخطيرة التي ورّطنا فيها سعيّد.
ولكن دور الشعب لم ينتهي في هذا الحد الآن صارت مسوولية الانقاذ حمل على كلّ ابناء وبنات تونس بان يثوروا على هذا الوضع ولا يكتفوا بالمقاطعة السلبية. حان الوقت ليحمي الشعب نفسه وبلده من الهاوية والشعبوية والعبثيّة.
على القيادة السياسية أيضا ان تتلقف الرسالة بوضوحها وتفهم معناها وما هو مطلوب منها في قيادة الناس بجدَية على نهج النجاة والخلاص وذلك من خلال الردّ على رسالة الشعب بشجاعة ووضوح واقدام في خطابها وخطّها وميدانيّا.
الانقلاب وصل منتهاه وصار في وضعية تلاشي وتفكّك وأصدر فيه الشعب اليوم شهادة وفاة نهائية. مسؤولياتنا صارت هي ايضا أكثر وضوحا وهي وضع التصوّر الوطني الكفيل باخراج البلاد من المستنقع الانقلابي بتحكيم الشعب ايجابيا في مصيره في انتخابات رئاسية مبكّرة عاجلة ونزيهة يختار فيها التونسيون قيادة جديدة بديلة عن الانقلاب تضع البلاد على طريق البناء الديمقراطي المغدور.
من حقّنا اليوم ان نطالب الدولة بتامين ذلك حماية لتونس ولحق الشعب في تقرير مصيره بعد ان اكّد اليوم بصوت مزلزل انهيار شرعيّة سعيّد ومنظوته كاملة.
ما جرى اليوم اسقط المشروعية الشعبية على سلطة فقدت من زمان شرعيّتها الدستورية والقانونية. لم يعد هناك مجال للالتواء والتعرّج والنهنهة والوكوكة. نريد انتخاب رئيس جديد الآن يختاره الشعب بحرّية دون اطالة وتمطيط في المسارات الغامضة تحت مسميات لم تعد مناسبة للواقع ولم تعد ترتقي لمستوى سقف الارادة التي عبّر عنها عموم الشعب اليوم.
ميدانيا نحتاج الى تصعيد وتيرة المقاومة وتنويع فعالياتها والخروج من صيغة الاستعراض الى صيغة الرفض ودعوة المجتمع لتحمّل مسؤولياته في المطالبة والاعتصام بحقّه الديمقراطي في تحديد وجهة البلاد وخياراتها وقيادتها في انتخابات رئاسية عاجلة يليها مباشرة استفتاء على مشروع اصلاح دستوري وانتخابي يعدّه الرئيس المنتخب بصورة تشاركية عن طريق لجنة عليا اكاديمية وسياسية وعلى اثره تسير البلاد الى انتخابات تشريعية حقيقية مبكّرة”.
شارك رأيك