ينتظم اليوم الأحد 17 ديسمبر 2022 الدور النهائي لكأس العالم لكرة القدم في الدوحة بين الاأرجنتين وفرنسا لتختم بذلك دورة فيفا قطر 2022، تظاهرة لم تكن أقل إثارة أو متعة من سابقاتها إذ تألق فيها هذا الفريق وخاب ذاك الفريق وحقق ثالث مفاجاة باهرة.
بفلم فتحي الهمامي
في هذه الدورة وبمثل الدورات السابقة تنافست الأمم المترشحة وارتفعت أعلامها “القومية” عاليا، كما اندفعت مشاعر منتسبيها سواء متفاخرة مزهوة بما انجزته فرقها، أو مُغْتَاظة ساخطة لاخفاقها.
ذلك هو كأس العالم لكرة القدم مجال للتباهي بين الدول كغيره من الميادين الأخرى، سواء من خلال النتائج فوق الميدان او عند الظفر باستضافة المونديال.
وقطر ذلك البلد الصغير الغارق لأذنيه في إحصاء نقوده تجاسر على ترشيح نفسه لتنظيم الدورة 2022، عازما على استضافتها مهما كلفه الأمر من بذل المصاريف، ليس فقط للتباهي إنما خاصة بحثا عن مجد أظنه واه، وسعيا للنفاذ إلى سردية التاريخ، في حين ان التاريخ كتابه مفتوح بالخصوص لمن أنجز الاختراقات العلمية والحضارية.
ولهذا أنفقت قطر “شكاير” فلوس لكسب تنظيم كأس العالم لكرة القدم وإقامتها، فالرقم الصادر في الإعلام يقول أن نظام قطر بَعْزَقَ 220 مليار دولار لإعداد هذه الكأس العالمية، وللمقارنة هذا الرقم مع غيره بغاية تقريبه إلى إدراكنا ثم التفكر فيه أذكر بالأرقام التالية :
– 2 مليار دولار هو مبلغ القرض الموعود من صندوق النقد الدولي لفائدة تونس، ولقد تكبدنا البهذلة وراء البهذلة لاقتلاع الموافقة المبدئية لا غير على اسناده
– 11,2 مليار دولار هو المبلغ الذي صرفته روسيا لاستضافة كأس العالم في سنة 2018
– 15 مليار دولار هو جملة ما أنفق في دورة كأس العالم بأمريكا في 2014
– 1,1 مليار دولار هي كلفة إقامة مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، بطاقة تشغيلية مقدرة ب 50 ألف وظيفة، وها أننا ننتظر من يتكرم علينا بتمويل المشروع
وفوق ذلك الرقم وزعت قطر الإكرامية والجُعْل بسخاء على من دعمها وناصرها وعاونها، وإن للبعيد قبل القريب، و”للكافر” قبل المسلم. وما ظهر من جبل الجليد فقط أذكر الفضيحة التي تفجرت مؤخرا عندما اكتشفت صُرَّات أوراق نقدية في بيت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، أظنها من اللون الأخضر، يشتبه بقوة ان قطر قد “وضعتها” هناك !
كما تحملت قطر التبعات المالية لفسخ عقد إشهار وبيع “البيرة” الأمريكية في ملاعب “المونديال”، ليتم حجبها حماية لأرض الإسلام من صورتها.
وفي نفس هذا الوقت: يعانى حوالي 828 مليون شخصا من الجوع في العالم في عام 2021.
أفاد تقرير جديد للأمم المتحدة أنه بدون ضخ نقدي عاجل، فإن المليارات على مستوى العالم سيبقون معرضين لخطر الحرمان من الوصول إلى مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة بحلول عام 2030.
كما تكشف أحدث البيانات من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن ثلاثة من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم لم يتمكنوا من غسل أيديهم بالماء والصابون في المنزل أثناء جائحة كوفيد-19.
ناشط حقوقي تونسي.
شارك رأيك