اعتبارا لنسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات التشريعية الأخيرة و التي تنم عن غضب لدى الناخبين من تردي الأوضاع العامة في البلاد و خاصة في المجالات الاقتصادية و الاجتماعي فأنه لا مفر للرئيس قيس سعيد من تغيير الحكومة لإعطاء نفس جديد لعهدته التي مرت عليها ثلاثة أعوام.
بقلم مرتجى محجوب

شخصيا لم أكن أتوقع أي نجاح للحكومة التونسية الحالية برئاسة نجلاء بودن بالنظر لطبيعة مكوناتها الإدارية و فقدانها لرؤية سياسية اقتصادية و اجتماعية علاوة على الجانب الاتصالي الضحل حتى لا أقول المفقود تماما.
هذه الحكومة فشلت في ما يسمى “بقفة المواطن” و في ملف صندوق النقد و في التواصل و التنسيق مع اتحاد الشغل و في تحفيز الاستثمار و توضيح التوجهات و الرؤى المستقبلية و في محاربة الفساد الأكبر و الأصغر على حد السواء… لكنها نجحت تقريبا في شيء وحيد هو إحراج رئيس الجمهورية قيس سعيد في الداخل و الخارج و تعريض البلاد لمخاطر جمة و متشعبة.
سيدي رئيس الجمهورية، أدعوكم و لكم سديد النظر و خصوصاً بعد نسبة المشاركة الضعيفة في انتخابات 17 ديسمبر التشريعية، إلى المبادرة بتعيين رئيس حكومة جديد يعين فريق عمله و يدخل مباشرة في صلب الموضوع و عملية إنقاذ الوطن مما تردى فيه و خصوصاً في الجانبين الاقتصادي و الاجتماعي و التوازنات المالية الكبرى.
المأمول من الحكومة الجديدة أن تضرب بيد من حديد و بلا أدنى تأخير على أيادي العابثين و الفاسدين و تعمل في تشاور مستمر و متواصل مع منظماتنا الوطنية الكبرى و على رأسها اتحاد الشغل و اتحاد الأعراف.
سيادة الرئيس،
المسألة لم تعد تحتمل أي تأخير و ذلك من أجل المصلحة العليا للوطن التي لا تعلوا فوقها أي مصلحة أخرى.
شارك رأيك