توّج ظهر اليوم الأحد، الشاعر الناصر بنعون، بالجائزة الأولى، في العكاظية الشعرية للدورة 54 من المهرجان الدولي للصحراء بدوز التي انتظمت حول موضوع “الزمة”، وآلت الجائزة الأولى في مسابقة الأغنية البدوية للغناي حسين الزمزمي.
وعبّر الشّاعر الناصر بن عون في تصريح لـ(وات) عن سعادته بإحراز هذه الجائزة التي تمثّل أفضل تتويج لأي شاعر يعتلي ركح عكاظية المهرجان الدولي للصحراء الذي يعتبر قبلة ألمع الشعراء من داخل الوطن وخارجه نظرا لمكانة الشعر لدى المرازيق الذين يعتبرون من أفضل الجماهير القادرين على تقييم الكلمة والمعنى.
ومن ناحيته أكد الفنان حسين الزمزمي إصراره، سنويا على التواجد في المهرجان الدّولي للصحراء بدوز للمشاركة سواء في مسابقة الأغنية البدوية أو في سهرة السامور التي تعتبر من أجمل سهرات المهرجان خاصة أنها تجسّد عادات وتقاليد البدو في سهرهم وأفراحهم مشيرا إلى أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية في المحافظة على الموروث اللامادي للأباء والأجداد.
وفي ذات السياق أكد رئيس لجنة الشعر بالمهرجان الدولي للصحراء في دورته 54، جمال بوستة، لوات، أن عكاظية هذه السنة شهدت مشاركة 27 شاعرا من داخل تونس وخارجها، وقد الت المرتبة الثالثة في هذه العكاظية للشاعر رضا عبد اللطيف فيما تحصل على المرتبة الثانية الشاعر أيوب علي لسود، وتوّج بالجائزة الأولى الشاعر الناصر بنعون.
وأضاف بوستة أن اختيار موضوع ” الزمة ” كمحور للمسابقة لا يتعلق فقط بشح المطر بل يتجاوزها ليشمل جفاف المنابع في كافة المجالات في هذا الوطن العزيز، على حد تعبيره، لتطال الأخلاق والسياسة والاقتصاد، مما أثر إلى حد بعيد على الحياة اليومية للمواطن وهو ما جعل لجنة الشعر بالمهرجان تفكّر في استحثاث قريحة الشعراء للتعبير على هذا الموضوع والتنافس حوله بقصائدهم.
كما أفاد المصدر ذاته بأن الجائزة الثالثة في مسابقة الأغنية البدوية آلت للفنان منير اللطيفي، فيما تحصل على المرتبة الثانية الفنان مفتاح الزمزمي وتوج بالجائزة الأولى الفنان حسين الزمزمي مؤكدا أن هذه المسابقة تعتبر من الفقرات الجديدة في المهرجان الدولي للصحراء بدوز حيث تم إحداثها خلال الدورات الثلاثة الأخيرة نظرا للتكامل بين الشعر والغناء البدوي لدى أهالي البادية .
وأشار إلى أن المهرجان الدولي للصحراء يحرص أيضا على تنظيم سهرة مميزة تجمع بين هذين العنصرين تعرف بسهرة ” السامور ” التي تشهد اقبالا جماهيريا غفيرا خاصة أنها تجسد العرس التقليدي بكافة مكوناته من المحفل والأهازيج والاغاني البدوية والشعر إضافة إلى رقصات الزقايري ورقصة “النخان” أي رقص البنات عبر تحريك شعورهن يمنة ويسرة.
ومن ناحيتها اشارت المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية لمياء رحيم أن وزارة الثقافة تحرص على دعم المهرجان الدولي للصحراء بدوز الذي يعتبر شيخ المهرجانات وأحد أبرز التظاهرات التي تساهم في تأثيث المشهد الثقافي في عطلة الشتاء مشيرة إلى أن هذا المهرجان يعتبر لوحة فسيفسائية متكاملة تجمع بين كافة الفنون من الشعر والغناء والعادات والتقاليد إضافة إلى الفقرات الرياضية والسياحية الأمر الذي يجعل من مدينة دوز وجهة للسياح والمولعين بالثقافة من داخل البلاد وخارجها وهو ما ينعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية بالجهة خلال هذه الفترة.
- المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)
شارك رأيك