نظم نادي أبو القاسم الشابي الندوة الدولية ” التجريب في فنون القص” تكريما للرائد عز الدين المدني ايام21-22و23 ديسمبر2022 بين مدينة الحمامات ومدينة الثقافة بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.
وقد توزعت الجلسات العلمية طيلة الثلاث أيام وطرحت إشكاليات مهمة سؤال القص والتجريب : تأملات ومشاغل أما الجلسة الثانية فخصصت لفن الرواية ورواية الفنون أما الثالثة فالأقصوصة التونسية والانفتاح على الفنون.
أما الجلسة العلمية الرابعة فاختارت إشكالية التجريب والفنون : إبداعات متقاطعة وآخرها الجلسة التي احتفت بعز الدين المدني فنانا مجربا وحاضر في الجلسات العلمية 15محاضرا من تونس والجزائر وهم محمد القاضي وفوزي الزمر لي وشفيع بالزين وأحمد القاسمي وعبد المجيد بن بحري وزينب الحرابي وحميدة قادوم ونور الدين بنخوذ وعبد الحميد ختالة وهيام الفرشيشي وسمير بن علي وخليل قويعة ورجاء الفاريك والعادل خضر ورضا بن صالح قدمت للطرح والتساؤل مدونات سردية هامة على غرار الكرنفال للباردي والطاووس والغربان للهادي التيمومي وأقوام الضفة الأخرى لشوقي الصليعي والهروب أو هكذا تبدأ القصص لسمير بن علي ونصوص عزا لدين المدني القصصية والمسرحية كنصوص منفردة وكتابات البشير خريف لعروسي المطوي والطاهر قيقة وعلي الدوعاجي وغيرهم كشواهد في التحليل والطرح.
كل هذه الإشكاليات لامست عدة مسائل هامة قام المتدخلون بالحفر المعرفي وبأدوات نقدية أكاديمية وعلمية لتتبع الإشكالية الأم من الفترة التاريخية التي ظهر فيها التجريب والتأثر بالتجربة الفرنسية لكن كمنطلق لأن المجموعة المؤسسة نحت منحى التماهي بين التجريب والتونسة كما قدمت التجربة واللحظة التاريخية برموزها ومن كتب ومن نظر ومن واصل المشوار بدء بعزالدين المدني وصولا للفارسي وحسن بن عثمان والباردي وكيف تهاوت عندما تهاوت الحاضنة الايديولوجية والتجريب من السياسة والاقتصاد إلى الفكروالصراع بين التجريبين والتقليديين وكيف كانت الرواية هذا الجنس القلق والقابل للتجريب نظرا لمرونتها وانفتاحها على الجديد ومن هنا تم استدعاء الحكاية المثلية قديما عند العرب والحيوان شكل جزء هام من القصص لتمرير الرسائل وبسط رؤية الكاتب والفلسفة والتقنيات السينمائية والمسرحية والتقاطع مع أدب الرحلة وفنون الرسم والنحت وعوالم الخرافة والحكايات الشعبية وتبسيط اللغة لتقترب من العامية بل ذهب العديد إلى اللغة العامية مباشرة كما تشكلت الشخصيات وعبرت عن الواقع الاجتماعي وقتها وكانت سلبية وتائهة أحيانا بل وتعبر الأفعال على الشخصيات وكانت الأحداث في بعض الأمثلة السردية تتطور على نحو إشعاعي وغيرها من النقاط الهامة التي شقت المدونة السردية التي انضوت تحت التجريب ليكرم المبدع عزالدين المدني عبر تمكينه من تقديم شهادة أماطت اللثام على نقاط غامضة بل وقدم معلومات هامة حول الجيل المؤسس وتصوراتهم وكتاباتهم وصراعهم مع المحافظين وأهمية التراث الأدبي للعرب كخزان للنهل منه وغيرها من النقاط التي أتى عليها وختامها مسك أين تولى تنشيط الحصة الأخيرة الأستاذ بشير الجلجلي وبفقرات موسيقية للشاب المبدع يونس الورتاني والطاهر بشيراستمتع الحضور قبل الاعلان عن النتائج تم التذكير برحلة الاحتفال بستينية النادي والندوات التي أقيمت بقابس وجندوبة والقاصرين كرمت بعض الرواد وفسحت المجال للتعرف على مدونات هامة بداخل البلاد كما أعلنت على جائزة هامة في الرواية والقصة والنقد لكن المخطوطات الخاصة بالنقد كانت دون السقف الذي حددته لجنة التحكيم في حين كانت المشاركات هامة في الرواية والقصة ليتولى الأستاذ نور الدين بنخوذ قراءة تقرير اللجنة ومن أهم النقاط التي أتى عليها تفاوات المشاركات من حيث الحجم والنضج الفني وتمثل مفهوم الأقصوصة وتنوع المواضيع من المحلي للعربي لحياة الكاتب والتناول السطحي في بعض الأحيان كما لم تخلو المخطوطات من أخطاء لغوية وهينات وأوصت اللجنة بالابتعاد عن الخطاب الكاشف وتجنب الخطاب الوعظي والإيديولوجي وقرأ تقرير الرواية الأستاذ أحمد القاسمي الذي ذكر بمعايير التحكيم وهي متانة الحبكة الروائية وبناء الشخصيات وسلامة اللغة ليتم الإعلان عن الفائزين وهما عبد الرزاق السومري في القصة ومعاوية الفرجاني في الرواية وحددت الجائزة ب10آلاف دينار مع نشر الكتاب كما تقدم للمشاركة أسماء تؤثث المشهد الثقافي اليوم كما حضر الحفل الاختتامي مدير ديوان الوزيرة و العديد من الوجوه الأدبية كطارق الناصري وعبد الواحد براهم وحبيبة محرزي وزينب بوخريس وغيرهم.
طارق العمراوي.
شارك رأيك