مشهد رئيس الدولة لدى “عطّار الحومة” مع صندوق زيت كامل لم يمسسه أحد قبل زيارته مشهد أخطر بكثير من أن يؤخذ بالتّهكّم و السّخرية من هذا الإخراج الذي لا يؤثر حتّى على أسذج القوم و أغباهم.
بقلم فوزي بن عبد الرحمان
مردّ هذا القول قناعتي الشخصية بأن شخصا مثل قيس سعيد مع مساوئه العديدة و خلفياته لا يستطيع ان يكون هو من أعطى الأمر لهذا السيناريو أو حتى على علم به.
هذه قناعتي الشخصية، و لو لم يكن هذا صحيحا فأمرنا أصبح من الخطورة العليا بمكان و يحتاج تغييرا جذريا في مقاومتنا لمنظومة قيس سعيد الإستبدادية.
و لكني سأبقى بقناعتي تلك أن هناك قوى في قرطاج تحرك هذه الخيوط العديدة التي تتلاعب بشخصية رئاسية لها استعداد طبيعي لتصديق كل ترهات القناعات المؤامرتية.
و السؤال الخطير ااذي يطرح نفسه : من يزج برئيس الدولة لاعتبار أنه لا يوجد نقص في المواد الأولية و إنما مؤامرة ضده شخصيا؟ و من يجتهد لإقناع الرئيس بهذه الزيارات “الفجئية” المعدة مسبقا مثل مستشفى جندوبة أو معامل الحديد أو محلات تخزين قانونية ؟ هل هي نفس الجهة التي وجهته إلى “عطار الحومة” أو أشغال أمام مقر إقامة سفير فرنسا في ضواحي تونس أو من يجتهد كذلك في تغذية “بارانويا” الرئيس بعمليات اغتياله من غير ان يقع إيقاف شخص أو جهة في كل هذه المحاولات؟
من هي الجهة التي تغذي التقارير الأمنية لرئيس الدولة و هي تعلم جيدا أنه لا يحسن قراءتها و لا يمتلك المقومات الدنيا لثقافة الدولة لحسن فهمها؟ و هي تغتنم عدم وجود مؤسسة رئاسة بديوان رئاسي متعدد الإختصاصات و كفاءات سياسية تصفي و “تفلتر” كل هذه المعلومات و تمنعه من إرتكاب هذه الأخطاء القاتلة.
من يحكم قصر قرطاج؟ و من هو بصدد توجيه ساكنها في طريق التصعيد و المواجهة مع كل الفاعلين السياسيين و المنظمات الوطنية و المجتمع المدني ؟ و من هي الجهة الثانية التي كتبت خطاب التهاني القصير لرئيس الدولة في قطيعة غريبة مع خطابه الحربي أمام قيادات الجيش و الأمن؟
مهما تكون هذه الجهات، هناك مسؤول وحيد على تعاسة هذه السياسات… هو قيس سعيد بمحدودية عقله السياسي و قلة معرفته بالدولة و أركانها و قناعاته المرضية أن تونس ضحية مؤامرات لا تنتهي ضد الوطن و الشعب و ضده شخصيا و اقتناعه الجاهل انه يستطيع حكم البلاد بمفرده و محدودية وعيه بإمكانياته الذهنية و السياسية و التنظيمية و حدودها.
وزير سابق.
شارك رأيك