مثلها مثل العواصم المسيحية الكبرى، باريس، سيدني، لندن… استقبلت الرياض عاصمة التَدَيُّن الوهابي بحفاوة ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، إذ نظمت احتفالية غنائية فخمة، دعت لها صابر ونوال ووليد وجورج وأليسا…
بقلم فتحي الهمامي
في تلك الليلة الفاصلة بأتم معنى الكلمة تم وعرض ألعاب نارية لا تقل فخامة عن مثيلاتها في العالم، ولا أعرف ماذا أيضا في البرنامج الاحتفالي، ربما كانت “الشمبانيا” في الموعد في جانبه المستتر… وإن عصيتم فاستتروا…
ليلتها أكره محمد بن عبد الوهاب، شيخ السعودية الأكبر، ورمزها القيمي، على التقلب مرارا في قبره، فقد أصابه الأرق ولم يهنأ بلذة نومه الأبدي…
اما المُتَزَمِّتون في الدين من اتباعه فمُكَدَّرون، وقد تجرعوا مرارة الريبة، فأَسَرَّوا : اللهم يا الله يا سامعَ الأصوات، ويا عالمَ الخَفيَّات، ماذا يجري في نجد والحجاز بلاد الاسلام الصريح؟ هل حقا ينوي اميرها الهمام تطليق مذهبها الفصيح، او ربما والعياذ بالله التَوَدَّد إلى نصرانية على حِسَاب الوهابية؟
كيف لا وقد اضطروا في تلك الليلة الليلاء إلى أن يغمضوا أعينهم او يسترقوا النظر امام مشاهد الفنانات في التلفاز وهن يرفلن في ثياب غربية مغرية…
البلد بعزق النقود يمينا وشمالا بمناسبة “الرفيون” Réveillon ومن الواضح ان أميره قرر ومستعد لإنفاق أضخم الأموال بغاية تغيير نظرة الآخر له، وتبديل صورته، وها هو ينفق مثلا الكثير لشراء اللاعب رونالدو، بعد أن أغرى الهيفاء هيفاء وهبي بزيارة مدينة الرياض لتستعرضا فنها على مسارحها، فهو يريدها ان تلحق بركب مدينتي دبي والدوحة في أقرب وقت و مهما كان الثمن…
هذا البهرج كانت دبي قد دشنته ببرجها الشاهق، ثم تلتها الدوحة بتنظيم كأسها العالمية لكرة القدم مقابل اموال طائلة صرفتها بسخاء، وها هي الرياض على نفس الطريق، بالمثل تجهد نفسها لتجميل وجهها وتلميع صورتها…
يقول قائل وما الضرر في ذلك ألا تحب البَهْجَة والوسامة، وها هي الرياض تتزين، بل تتَبَرَّج وتقبل على الحياة العصرية بكل مظاهرها، أليست هذه علامة على خروجها من جلافة الدعوة الوهابية وفظاظة المعتقد الوهابي؟
أبدا أقول إنها فقط تدخلات اصطناعية باهضة على شاكلة “البوتوكس (Botox) أو غيرها من الأعمال الجراحية التجميلية، بالتالي ترقيعية، فهي لا تبدل الجوهر ولا تغير اللُبّ، إنما تزوق الشكل ولبعض الوقت.اما التغيير العميق المتعلق بمنظومة تسيير المدينة العصري، القائمة على تقديس الذات الانسانية، واعتبار المتساكن فيها إنسانا حرا ومواطنا كامل الحقوق … فذلك مؤجل ومؤخر…
شارك رأيك