بقلم أحمد الحباسي
نتذكر أن الفنان المصري الراحل توفيق الدقن كان يردد في فيلم “أحبك يا حسن” و بعد كل جريمة يرتكبها “أحلى من الشرف ما فيش، بجدّ ما فيش” و نتذكر أنه حين مسك بإحدى الراقصات يهددها كانت تصرخ “معرفش، معرفش” فقال لها “إحلفي” فردت “و شرفي” فرد عليها الكوميديان الكبير ساخرا “أحلفي على حاجة عليها القيمة”.
لا ننكر أن كلمة “معارضة” في عهد الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة و زين العابدين بن علي كانت تعنى شيئا له قيمة و كان الواحد منا يتابع أخبار المعارضين بكثير من الشغف و الاحترام و نقول في داخلنا “ما زال الخير في الدنيا” و كانت كلمة معارضة كلمة شريفة يقصد منها هؤلاء الذين كانوا يتحدثون بكونهم مع الشعب و ضد ما كانوا يصفون به السلطة الحاكمة من نعوت سلبية و مشينة. لكن اليوم كرهنا كلمة معارضة لأنها و مع الاحترام للقلة القليلة توصيف لكل متآمر مفسد و عنوان خراب و بومة شر و غراب شؤم و لما تنظر مثلا لوجوه هذا المزيج من الفاشلين و المتآمرين المسمى جبهة الخلاص تشعر بقشعريرة و بخوف كبير و حقيقي على الوطن.
خطاب نفاق و مواقف خيانة و تصرفات عمالة
ليعذرني أحباء الفنان توفيق الدقن لاستعمال عبارته الشهيرة فهو أيضا كان ينطق بها تهكما و سخرية على أدعياء الشرف و الوطنية و لعل ما نراه اليوم من خطاب نفاق و مواقف خيانة و تصرفات عمالة إضافة إلى كثير من السلوكيات المشبوهة لدى هذا المكوّن اللقيط تدفعنا إلى التنبيه من خطورة المنخرطين فيه و إلى واجب الحذر و ربما المطالبة بفتح ملفاتهم و كشف تاريخهم المليء بالأسرار الغامضة و الألاعيب السياسية القذرة و التعاملات المشبوهة مع الخارج.
بطبيعة الحال لا تعيش جبهة الخلاص معزولة وهي تسخر أو أن هناك من يسخر لها أبواقا إعلامية تقوم بدور تبييض تاريخ رموزها و تلمّع صورة كل من كشف الشعب أوراقه و بات كارتا محروقا مثل الشيخ راشد الغنوشى أو نجيب الشابى أو جوهر بن مبارك و لتحقيق هذه الغايات القذرة يتوخى هؤلاء المقاولون الإعلاميون أصحاب الضمائر الميتة أساليب تضليل و تمويه متعددة و هو ما نراه في تدخلات البعض مثل رفيق بوشناق و برهان بسيس و زياد الهاني و زياد المكي و حاتم بلحاج.
لقد تمحورت أدوار الفنان الراحل توفيق الدقن حول الشر الذي يلبس لبوس الفضيلة و لكنه في نفس الوقت يمارس النفاق و الخداع و الكذب و يسرق ضحاياه الأبرياء ممن ينخدعون في إنسانيته المزيفة و يمنحونه ثقتهم المطلقة و بنفس الأسلوب و المقاربة يمارس رموز جبهة الخلاص دور هذا الممثل و يطبقونه في سلوكهم و خطبهم و تدخلاتهم الإعلامية و يخدعون المنصتين إليهم بالظهور بنفس مظهر الأتقياء و ذوى الإنسانية المفرطة و يطرحون أنفسهم بجرأة و وقاحة غير مسبوقة بديلا للحكم متجاهلين أنهم من ورطوا البلاد في خضم السقوط الاقتصادي و زرعوا الإرهاب و قتلوا الأبرياء بل فيهم مثل السيد نجيب الشابي من تستّر على فضيحة قناة حنبعل التي شاركت لأسباب لا تزال مجهولة في زرع و بث الفوضى ليلة 13 جانفى 2011 و فيهم مثل الشيخ راشد الغنوشي من هو متهم بجرائم الإرهاب و تبييض الأموال و التخابر مع جهات خارجية الخ. المصيبة أن هؤلاء أدعياء الشرف يصرخون بأنهم يتعرضون لعنف السلطة و هم الذين مارسوه بالطول و العرض في كل المناسبات و من ببينها اعتصام الرحيل و الهجوم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.
منجزات خربت الوطن
لعل الشرف هو القيمة الإنسانية الوحيدة المفقودة في خطاب جبهة الخلاص و بالطبع نتساءل من أين يأتي الشرف و الجميع يعلم أن كل رموز هذه الجبهة المتلونة قد أكلوا من صحون الدعارة السياسية بل كانوا من أول المتهافتتين على السفارات و وسائل الإعلام المغرضة و من نادوا بعزل تونس الصيف الماضي بمناسبة انعقاد القمة الفرنكوفونية و من تحالفوا مع الشيطان الأمريكي الأكبر و ربيبه الشيطان الفرنسي الأصغر.
لقد نجحت جبهة الخلاص لحد الآن مستغلة ارتباك الرئيس قيس سعيد و حكومة قيس سعيد في تعميم خطابها المشبوه و باتت تطمح لقلب نظام الحكم بقوة المال الملوث القادم من وراء البحار بل باتت تنادي علنا لإسقاط الرئيس الشرعي حتى تحلّ محله هذه الفئة الضالة و المشوهة.
لقد أثبت السيد نجيب الشابي أحد رموز جبهة الخلاص “قمة الشرف و الوطنية” من خلال تعاطفه مع حزب إبادة الأبرياء و نشر الإرهاب و ممارسته المسمى حركة النهضة و قد تبين أن من والى هذه الحركة من بقية الرموز المشبوهة و وضع اسمه على لائحة المنتسبين إليها هم زنادقة عملاء باعوا الوطن و الضمير و الشرف في صفقة واحدة و هم يستحقون الإكبار و التهنئة على كل منجزاتهم التي خربت الوطن و لا يبقى إلا أن نقول لهم “أحلى من الشرف ما فيش “.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك