العرض قبل الأول لفيلم “التونسية” وقعت برمجته في مدينة الثقافة يوم 4 فيفري 2023. الفيلم تعطل اخراجه بسبب ضعف التمويل الذي شارك فيه المخرج منصف بربوش و عائلة المناضلة بشيرة بن مراد، و هنا لمعت الدولة بغيابها. المهم: فيلم “التونسية” عن احدى المناضلات يرى اليوم النور.
الفيلم يعود على عدة محطات من حياة المناضلة بشيرة بن مراد المولودة سنة 1913 بتربة الباي بتونس العاصمة، والتي وافتها المنية سنة 1993، وهي التي أسست بمعية رائدات من جيلها أول اتحاد نسائي في 1936: “الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي” الذي تحصل على الرخصة في حدود عام 1951 و كان من أبرز بنوده: تعليم المرأة.
و نشر المخرج منصف بربوش الأسبوع الماضي ما كتب عن الفيلم على صفحات التواصل الاجتماعي :
“التونسية”.. فيلم عن مناضلة زاهدة، هي …
“سنمضي الى الأعالي، سنمضي الى الآفاق و أقدامنا راسخة في هذا البلد”.. الحلم الذي ناشدته المناضلة بشيرة بن مراد تحقق وبات واقعا ملموسا، فهي المرأة التي أحبت التحرر فكري والمجتمعي، وتاقت للحرية والديمقراطية وتكوين برلمان تونسي.
تفاصيل هذا الحلم الفكري يحاكيها فيلم “التونسية” وهو وثائقي عن رائدة الحركة النسوية بشيرة بن مراد للمخرج المنصف بربوش تم الانتهاء من إنجازه مؤخرا على أن يتم عرضه لأول مرة في مدينة الثقافة في شهر فيفري.
وبين التحرر الفكري المجتمعي والنضال الديمقراطي، رسم هذا الفيلم صورة تكاد تكون مكتملة عن حياة بن مراد، وانطلق المخرج من وسطها العائلي الذي أثرى زادها المعرفي وانتهى بدورها السياسي في الدفاع عن قيم الديمقراطية وتكوين برلمان تونسي.
شهادات حية كثيرة متنوعة، من عائلة بن مراد وشخصيات حقوقية وسياسية من أصدقائها، والمراوحة بين محاكاة الأحداث وتجسيدها كشفت عن تفاصيل دقيقة تخص حياة رائدة الحركة النسائية في تونس ومؤسسة الاتحاد الإسلامي النسائي التونسي الذي كان يهدف إلى تعليم الفتيات وجمع التبرعات لفائدة طلبة شمال إفريقيا الذين يدرسون في فرنسا.
عمق الفيلم يوضح فشل الاستعمار الفرنسي في صد “للا بشيرة” من النضال والتوق إلى إعلاء مكانة المرأة التونسية في المجتمع ونجت في زيارة الكثير من المدن وأسست فروعا نسائية تابعة للاتحاد النسائي الإسلامي، فما كان للشرطة الفرنسية إلا حلا وحيدا وهو سجنها في ” الحمّام السوري توجسا من ثقدرتها على التأثير وتكوين شعبية ثورية.
الكثير من الحقائق الأخرى تتضح في زوايا فيلم “التونسية”، علاقة بشيرة بن مراد بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وزهدها في حياتها الاجتماعية والسياسية، امرأة معطاءة اجتماعيا ولا تلهث وراء المناصب السياسية.
واستند المخرج في إعداد الفيلم إلى وثائق متنوعة تحصل عليها من الأرشيف الفرنسي وكذلك البلجيكي دون أن يجد أية وثائق تتعلق ببن مراد في الأرشيف الوطني التونسي.
وغابت كذلك الدولة التونسية عن تمويل ودعم هذا الفيلم الذي تم إنجازه بدعم ذاتي من المخرج وعائلة بشيرة بن مراد.
ويقول مخرج الفيلم أنه قد أنجز الفيلم في ظرف سنتين لكن عملية جمع الوثائق والصور الخاصة بالراحلة بشيرة بن مراد استغرق ثلاثين سنة”.
شارك رأيك