يهدف الطب الدقيق ، المعروف أيضًا باسم الطب الشخصي، إلى تقديم علاج للمريض يتناسب مع خصائصىمرضه ومحيطه. في شمال إفريقيا، التقدم الهام للبحث في هذا المجال لا يتم تحويله إلاجزئيًا إلى رعاية سريرية. لذلك من المهم وضع أسس استراتيجية لتطبيق الطب الدقيق في بلدان المغرب العربي.
هذا هو طموح مشروع PerMediNA وذلك بالتنسيق مع معهد باستور ﺑتونس وبدعم من معهد باستورﺑباريس.بفضل تقدم البحث في علم الجينوم والبيولوجيا الجزيئية، وفضلاً عن التطورات التكنولوجية والعلاجية والحوسبة، يوفر الطب الدقيق آفاقًا جديدة في الرعاية العلاجية، خاصة في علاج أمراض السرطان. يجعل من الممكن توجيه العلاج والوقاية من المضاعفات المحتملة للمريض وفقًا لخصائصه الوراثية والجزيئية مع مراعاة أسلوب حياته و محيطه.
في إفريقيا ، أحرز توليد البيانات الجينومية وتحليلها تقدمًا كبيرًا. الباحثون مجهزون بشكل أفضل من حيث المهارات والبنية التحتية. ومع ذلك، لا تزال ترجمة هذه التطورات في مجال الرعاية السريرية محدودة، ولا سيما في شمال إفريقيا. لذلك من المهم وضع أسس استراتيجية لنشر تطبيق الطب الدقيق في بلدان المغرب العربي. وهو ما يطمح له مشروع PerMediNA. بتمويل من صندوق التضامن للمشاريع المبتكرة (FSPI) التابع للوزارة الفرنسية للشؤون الأوروبية والشؤون الخارجية، يتم تنسيق مشروع PerMediNA من قبل معهد باستور بتونس بدعم من معهد باستور بباريس. ويجمع بين أربعة أعضاء من ﺍﻟﺷﺑﻛﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻳﺔ ﻟﻣﻌﺎﻫﺩ ﺑﺎﺳﺗﻭﺭ: معهد باستور بتونس، معهد باستور بالجزائر، معهد باستور بالمغرب، ومعهد باستور بباريس. كما تشارك في هذا المشروع مؤسسات فرنسية رائدة في مجال السرطان، مثل معهد جوستاف روسي ومعهد السرطان في الغرب. لكي يصبح مشروعًا مرجعيًا حقيقيًا على المستوى المغاربي، يتم حاليًا إجراء جرد من أجل التعرف بشكل شامل على الوسائل الموجودة في البلدان الثلاثة لتطوير الطب الدقيق. في الوقت نفسه، سيتم قريبًا انشاء مشروع تجريبي لعلم الأورام الدقيق من خلال القيام بالتسلسل الجيني لمجموعة 450 مريضًا. الهدف هو تحديد العلامات الجينية الفعالة لسرطان الرئة والتي ستؤدي إلى تشخيص و رعاية علاجية أفضل للمرضى.
كما سيتم تعزيز قدرات المختبرات من خلال توفير المعدات اللازمة لتنفيذ مشروع البحث. سيتم أيضًا إعداد دورة تدريبية للمعاهد الثلاثة، في العديد من المجالات المتعلقة بالطب الدقيق: التدريب الفني على منصات NGS ،تحليل المعلومات الحيوية وتفسير البيانات، الجينوميات الوظيفية، الأخلاقيات البيوطبية، والبحث التطبيقي وما إلى ذلك.
أخيرًا ، سيتم وضع إجراءات لضمان استدامة هذه المقاربة، مثل:
- تطوير دليل حول معالجة البيانات السريرية والوراثية،
- إجراء حملات مناصرة مع آخذي القرار
- إقامة مشاريع تعاونية جديدة.
وبالتالي، سيتم وضع خارطة طريق وخطة عمل واضحة لاقتراح استراتيجية وطنية وإقليمية لتنفيذ الطب الدقيق.
التوجه نحو تحالف شمال إفريقيا في مجال الطب الدقيق
PerMediNA هو مشروع تأسيسي يمثل خطوة مهمة في هيكلة الطب الدقيق في شمال إفريقيا، وتعزيز التعاون بين أعضاء ﺍﻟﺷﺑﻛﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻳﺔ ﻟﻣﻌﺎﻫﺩ ﺑﺎﺳﺗﻭﺭ في المنطقة وتحسين رعاية المرضى من خلال تسهيل الوصول إلى الاختبارات الجينية والعلاج الموجه.
شارك رأيك