لدى استقبالها سعادة سفير إسبانيا بالجمهورية التونسية السيد فرانشيسكو خافي بويغ سورا اليوم 23 جانفي 2023 أكدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي على تاريخية العلاقة التي تجمع البلدين وعراقتها حيث تمّ في هذا اللقاء تباحث آفاق تعزيزها بالتعاون في المجال الثقافي عموما والتراثي خصوصا، وذلك بحضور مدير معهد سرفانتيس بتونس السيد خريمينال خيل.
في بداية هذا اللقاء اقترح سعادة السفير فرانشيسكو خافي بويغ سورا تنظيم معرض فوتوغرافي، هدية لتونس، يتكون من 107 صورة تاريخية تعود لسنة 1892 ويوثق المواقع التراثية للبلاد التونسية، إلى جانب تصميم كتاب فني للمعرض باللغتين العربية والفرنسية ستتولى وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية طباعته.
وقد مثّل هذا اللقاء فرصة لتداول مجموعة من المحاور تهم أساسا قطاعات التراث والسينما حيث ناقش الحضور إمكانية وضع خطّة عمل للمساعدة في ترميم عدد من المعالم الأثرية والمواقع التاريخية والطبيعية وتثمينها خاصة منهم فضاء سيدي قاسم الجليزي وهيكل قاعة قرطاج بمتحف باردو مع مواصلة مشروع تهيئة جزيرة شكلي، بالاضافة إلى تنظيم ورشات في ترميم الخزف وذلك بالتعاون مع الادارة العامة للتراث بالوزارة والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
وبخصوص مجال السينما أكدت وزيرة الشؤون الثقافية على أهمية بعث صندوق دعم الأعمال السينمائية المشتركة وجدواه من ناحية دفع عجلة الاستثمار في الإبداع السينمائي الثنائي وكذلك تبادل الخبرات والتقنيات.
تفاعلا مع فحوى اللقاء عبّر سعادة سفير إسبانيا السيد فرانشيسكو خافي بويغ سورا عن رغبة بلاده في مزيد تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في جلّ القطاعات الثقافية والفنية عبر توطيد الحضور الإسباني في التّظاهرات الثقافية والمهرجانات الدولية داعيا إلى ضرورة تكوين فريق عمل مشترك للنظر مختلف المشاريع التي تم تناولها لتجسيدها على أرض الواقع.
بالاضافة إلى ذلك تطرق الحضور إلى أهمية صياغة ملف مشترك بين تونس واسبانيا وغيرها من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط يهدف لترشيح زيت الزيتون كعنصر مميز لمنطقة المتوسط وآخر يهم مادة الحلفاء لتسجيلهما في لائحة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.
كما تمت مناقشة مشروع إعادة إحياء “رحلة حنبعل” من خلال تشريك الفنانين والمؤرخين بتقديم تصوراتهم الفنية والجمالية لتثمين هذه الرحلة الشهيرة وإعطائها المكانة التي تستحق على الأقل بالنسبة للجزء الذي يخص تونس واسبانيا وقد اقترحت في هذا الصدد وزيرة الشؤون الثقافية تصميم رحلة افتراضية ينفذها مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، مؤكدة أن الاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة والصناعات الثقافية والإبداعية أصبحت عاملا رئيسيا في جلب المستثمرين وأصحاب الأفكار الطلائعية.
شارك رأيك