مرت اليوم الخميس 26 جانفي 2023 خمس واربعون سنة على أحداث الخميس الأسود، أحداث الخميس 26 جانفي 1978 الأليمة. كانت أبرز محطة خطّت فيها الطبقة العاملة التونسية بالعرق والدم أنصع صور النضال ضد الاستغلال والقهر البغيض الذي كرسه نظام بورقيبة.
بورقيبة والهادي نويرة والطاهر بلخوجة وعبد الله فرحات ومحمد الصياح وعامر بن عائشة وزين العابدين بن علي وغيرهم من رموز القمع الذي سلطه نظام الحكم آنذاك وميليشيات حزب الدستور رحلوا كلهم تلاحقهم لعنة التاريخ فيما ما يزال الشعب التونسي الأبيّ بعمّاله وكل فئاته الكادحة وفئاته المهمشة ههنا يعمّر ديار تونس ويبني صرح حاضرها ومستقبلها.
ما أشبه اليوم بالبارحة. الخميس 26 جانفي 2023 شبيه بخميس 26 جانفي 1978 في أكثر من وجه. لقد اجتمعت كل العناصر التي جعلت عمال تونس وسائر مواطنيها ينتفضون قبل 45 سنة من الآن: الفقر والبطالة وأشكال التهميش الأخرى وغلاء المعيشة والاستغلال والقمع والتعدي على الحريات والفساد المالي والإداري والقانوني وكل صنوف الفساد الأخرى إلى جانب أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة وخانقة وصراع مع اتحاد الشغل.
فماذا يخفي وراءه خميس هذه السنة؟
شارك رأيك