بيان / جدت صباح يوم 25 من جانفي 2023 فاجعة بقسم طب الولدان بالمستشفى الجامعي بفطومة بورقيبة، حيث أقدمت احدى زميلاتنا على القيام بمحاولة انتحار بالقسم خلال تأديتها لعملها بالفترة الصباحيّة.
وبعد مزيد من التحقيق في حيثيات هذه الحادثة الكارثيّة، تبين أن زميلتنا تقدمت بعطلة مرضية من طرف الطبيب النفسي المباشر لحالتها، ولكن تم رفضها واجبار المعنية بالأمر على مباشرة مهامها بالقسم وذلك بتهديدها بعدم المصادقة على تربصها، ولم يكلّف رئيس القسم نفسه عناء التأكد من سلامتها النفسية وقدرتها على مباشرة العمل.
إن هذه الفاجعة لا تمثل سوى حدث من عدة أحداث مسكوت عنها في مستشفياتنا العموميّة، حيث يتعرض الأطباء الشبان يوميا الى ضغوطات نفسية قاسية تعود أسبابها الى اهتراء البنى التحتيّة للمستشفيات، نقص العامل البشري وتردي ظروف العمل. وهو ما أسفر عن ارتفاع حاد لحالات الإرهاق النفسي وحالات الاكتئاب في صفوف الأطباء الشبان. وأمام عدم احترام الصحة النفسية، رغم رفع العديد من السلط الاكاديمية لهذا الشعار، ومساومة كل طبيب شاب يطلق نداء استغاثة بتربصاته وتكوينه الأكاديمي، ورغم تنبيهنا إلى تفاقم هذه الظاهرة وخطورتها على حياة الطبيب وحياة المريض على حد سواء، الا اننا لا نجد إلى حد الساعة نية جدية من أجل ايجاد حلول جذرية لمسألة الصحة النفسية في قطاع الصحة العمومي.
ان المنظمة الاطباء الشبان، حرصا منها على اجتثاث جذور هذه الظاهرة، وما تحمله حيثيات الحادثة التي تضررت منها زميلتنا من استغلال للنفوذ تدعو:
-وزارة الصحة إلى فتح تحقيق حول رفض رئيس القسم تمكين زميلتنا من حقها في عطلة مرضية وتهديدها بعدم المصادقة على تربصها بقسم طب الولدان بمستشفى فطومة بورقيبة.
-السلط الأكاديمية لإيجاد طرق موضوعية للمصادقة على التربصات، حتى لا تخضع لمنطق التهديد ولاستغلال نفوذ بعض رؤساء الأقسام.
-مختلف المتداخلين من سلط إشراف، سلط أكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لفتح ملف الصحة النفسية بطريق جدية والبحث عن حلول فعالة من أجل الحد من تفاقم ظاهرة الاحتراق النفسي الوظيفي (Burnout) والاكتئاب في صفوف مهنيين الصحة.
في الاخير، نتمنى لزميلتنا الشفاء العاجل كما نؤكد على حرصنا لمتابعة ملفها وعملنا على تمكينها من حقوقها كاملة.
شارك رأيك